بعدما أحيل المؤهل في قوى الأمن الداخلي خ. أ. إلى التقاعد، وبسبب مشاكله العائلية، رغب في تعاطي المخدرات فقصد سجن رومية». وردت هذه الجملة في قرار ظني أصدره أمس قاضي التحقيق في بيروت فادي العنيسي، أوجب فيه محاكمة المؤهل المتقاعد خ. أ. أمام محكمة الجنايات بجرم شراء المخدرات بقصد التعاطي.وكان المؤهل (45 عاماً) مكلفاً خلال خدمته مراقباً عاماً في سجن رومية، ولاحقاً مسؤولاً عن المواجهات، إلى حين تقاعده في شهر تموز من العام الجاري. وهناك تعرف إلى أحد المحكومين بجرم ترويج المخدرات، ويدعى عبد الله م. ويورد القرار الظني أن المؤهل المتقاعد، بعدما ازدادت مشاكله العائلية، أراد تعاطي المخدرات، فلم يجد مصدراً لها أفضل من مكان خدمته السابق، فقصد رجل الأمن المتقاعد السجين المذكور وطلب منه أن يدله على مصدر للحصول على المخدرات. «ورغم نصيحة عبد الله له بالابتعاد عن التعاطي» من جهة، وتحت إصرار المؤهل من جهة أخرى، اتصل عبد الله من داخل السجن بواسطة هاتف خلوي خاص به بشقيقه ماضي لتأمين المخدرات للسجّان السابق.
وبعد اتصال عبد الله بشقيقه، دأب الأخير على الاتصال بالمؤهل ليتفق الاثنان على أن يتسلم خ. أ. الكوكايين من شخص مجهول، يقود سيارة فيات 2000 من الطراز القديم، في بعلبك. وكان المؤهل يتسلم في كل مرة كمية تراوح بين غرام واحد وغرام ونصف. وذكر التقرير أنه بعد الفحص المخبري الذي أجري لـ خ. أ. عقب توقيفه في الرابع والعشرين من الشهر الفائت، جاءت النتيجة إيجابية لجهة التعاطي.
وبالتالي أصدر القاضي العنيسي قراره الظني باعتبار فعل المدعى عليه عبد الله م. وشقيقه ماضي من نوع جناية المادة 126 مخدرات التي تنص على الأشغال الشاقة المؤبدة والغرامة من 25 حتى 100 مليون «لكل من باع عقاقير شديدة الخطورة لشخص ما أو سهل له الحصول عليها لاستهلاكه الشخصي بصورة غير مباشرة».
أما بالنسبة إلى المؤهل المتقاعد في قوى الأمن الداخلي خ. أ.، فقد ظن به القاضي بمقتضى المادة 127 مخدرات التي تنص على عقوبة الحبس من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات والغرامة من مليوني ليرة الى خمسة ملايين، لكل «من اشترى كمية ضئيلة من مادة شديدة الخطورة بقصد التعاطي». كذلك رد طلب إخلاء السبيل المقدّم من المؤهل «بالنظر لماهية الجرم»، وسطّر مذكرة تحرّ دائم توصلًا إلى معرفة هوية الشخص الذي كان يسلمه الكوكايين. تجدر الاشارة إلى أن القيمين على سجن رومية فتحوا تحقيقاً مستقلاًّ توصلاً لمعرفة كيفية وصول الهاتف الخلوي إلى عبدالله م.
(الأخبار)