strong>«لـــن يكـــون لبنـــان أرضـــاً للاحتـــلال الإسرائيلي والقواعد الأميركية والعملاء»
أطل الأمين العام لـ«حزب الله» في كلمة متلفزة خلال رعايته أمس افتتاح «معرض أرضي» في مجمع سيد الشهداء في الرويس، ليعرض مواقف الحزب من المبادرات المطروحة لحل الأزمة والحوارات الثنائية الجارية
بين قادة من المعارضة والموالاة، وتطرق إلى المناورات الإسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية، مديناً سكوت فريق السلطة عليها.
ورأى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أنه «لا يمكن أن تأتي أي حركة أو حكومة، أو تجمع سياسي ويدّعي أنّه حركة استقلال وسيادة ولا يعتني بالقطاعات الإنتاجية، وبالأخص بالقطاع الزراعي، فكيف يمكن بطريق أولى لحركة أو حكومة أو تجمع سياسي يدمر القطاعات الإنتاجية ويدمر القطاع الزراعي ويدّعي أنّه حركة استقلال وسيادة، وهذه هي مشكلة القطاع الزراعي اليوم في لبنان».
ورأى «أن هذا القطاع كان بحاجة إلى مساندة الدولة والسلطة على صعيد دعم الإنتاج، سواء بالقروض أو بالتسهيلات القانونية أو حتى على مستوى التنظيم والمؤسسات الجامعة لأننا في هذا العصر لا نستطيع أن نتحدث أو أن نكتفي فقط بالجهود الفردية للمزارعين والفلاحين، وإنما هذا الأمر بحاجة إلى جهد جماعي، وكلما تعاظم هذا الجهد الجماعي وتأطّر كانت الإنجازات أفضل».
ولفت نصر الله إلى «أننا في الموضوع الاقتصادي والسياسات الاقتصادية كنّا ننظر بقلق إلى السياسات المتبعة. وعندما عرضت بعض جوانب ما سمّي خطة الإصلاح في الحكومة عندما كنّا في الحكومة كان هناك جدال كبير حول هذا الأمر. وللأسف الشديد بعد استقالة الوزراء، قامت هذه الحكومة وبدقائق قليلة بإقرار خطة إصلاح. وفي الحقيقة قامت بتهريبها». وتشكك «بأنّ الوزراء الذين شاركوا في إقرار هذه الخطة قد قرأوها أو تمعنوا فيها أو ناقشوها مع اختصاصيين وكل ذلك بحجة الإسراع في إقرارها لتسهيل أعمال مؤتمر باريس 3»، معلناً «أننا ما زلنا ننظر بقلق بل بريبة إلى سياسات هذا الفريق في السلطة وخصوصاً تجاه القطاعات الإنتاجية، وبالأخص القطاع الزراعي والقطاع الصناعي، وهذا يحتاج في الحقيقة إلى صرخة كبيرة».
وأشار إلى أن «هذا المعرض هو مساهمة من مؤسسات المجتمع المدني والأهلي ومحاولة لملء بعض الفراغ، ولو بشكل بسيط ومتواضع، الذي تتركه السلطة والدولة والفريق الحاكم في لبنان، وليس الآن بل منذ عقود من الزمن في هذا المجال»، مؤكداً أن «مؤسسة جهاد البناء ماضية في مهماتها ومسؤولياتها وليقولوا ما يشاؤون، «عمل إرهابي دولة داخل الدولة» هذا أمر لا يضيرنا على الإطلاق». ولاحظ أنه في هذا العام هناك سيل من الاتهامات المتنوعة، مؤكداً أن «هذا لا يمكن أن يقدم أو يؤخر شيئاً بل يزيدنا عزماً وإصراراً على مواصلة ما نقوم به، يقيناً منا بصحة الخيار وصحة وسلامة ما نقوم به».
وتطرق الى الشأن السياسي، مؤكداً «أننا ما زلنا نراهن على الوفاق وعلى التوافق بمعزل عن كل أصوات الموتورين والمصعّدين والذين يريدون أن يأخذوا البلد إلى الفتنة وإلى الصدام وإلى المواجهة ويجاهرون في ذلك، ويتحدثون عن هذا الأمر بكل بوضوح وبكل صراحة»، موضحاً «أننا أيّدنا مبادرة دولة الرئيس نبيه بري، ولاحقاً أيّدنا مبادرة بكركي، ونحن سعداء لكل اللقاءات التي تحصل ثنائية أو ثلاثية بين قادة في المعارضة وقادة في فريق السلطة، هذا من دواعي الأمل والرجاء». وذكر أنه «خلال الأشهر الماضية وخصوصاً بعد انتهاء الحرب عندما كنا نتحفّظ على الأطر الواسعة للحوار، وكنا نقول هذا إطار يطغى عليه البروتوكول والشكليات والعلاقات العامة والمجاملات والتعارفات، والحوار الجدي يحصل بشكل ثنائي أو ثلاثي. وكنا ندعو دائماً الى قيام حوار من هذا النوع». وقال: «نحن نؤيد الحوارات المتنقلة بين لبنان وخارجه وندعمها، ومرتاحون لها ونأمل أن تصل الى نتائج، بل أقول لكم بالخط العريض: كل مسعى وكل لقاء وحوار وجهد يمكن أن يؤدي الى التوافق والوفاق بين اللبنانيين نحن نؤيده وندعمه وندعو الله لأن ينجح ويعطي النتيجة المطلوبة لأننا حريصون على هذا البلد وعلى هذا الشعب وعلى هذه الدولة»، لافتاً الى أن «مصلحة الأميركيين ومصلحة الإسرائيليين هي دفع اللبنانيين إلى الصدام وإلى المواجهة في ما بينهم، وأن النزاع يؤدي إلى الفشل بينما التوافق والتعاون والتفاهم والوحدة هي من أهم عناصر القوة».
ورأى أن «من المريب سكوت الفريق في السلطة، الذي يدّعي أنه فريق استقلال وسيادة وحرية ويغار على لبنان وأرضه وسمائه وأمنه واستقراره، عن المناورات الإسرائيلية التي تجرى في شمال فلسطين المحتلة وعلى مقربة من الحدود اللبنانية (...) ويعلنون أن هدف هذه المناورات هو لبنان وأنهم يستفيدون من أخطائهم وعيوبهم وثغراتهم، ويعتبرون أنّ هذه المناورات هي لأخذ العِبر أو لتطبيق العِبر والدروس المستخلصة من الهزيمة الإسرائيلية في لبنان»، لافتاً الى «أن الغارات الوهمية الإسرائيلية جزء من المناورات ومن الخطة الحربية المفترضة للعدو الذي يناور عليها سواء في سمائنا أو في شمال فلسطين المحتلة» وقال: «لم نسمع موقفاً وكأن هذا الأمر لا يعني الحكومة اللبنانية التي تدّعي أنها حكومة، ولا يعني الفريق الذي يدّعي أنّه سيادي واستقلالي، ولم يحركوا ساكناً، لا احتجاج ولا اتصال حتى مع سادتهم أو ـــــ إذا أردنا التخفيف عنهم ـــــ مع حلفائهم الأميركيين (...) هذا السكوت مريب وعجيب وخصوصاً من أولئك الذين دائماً يجادلونك في الليل والنهار بموضوع قرار السلم والحرب. حسناً أنتم ماذا تفعلون؟ قبل أيام، كان نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المهزوم، والذي كان في القيادة عندما لحقت بجيشه الهزيمة (الجنرال) كابلينسكي، يتحدث عن خطة إسرائيلية من هذا النوع... لا كلام (عند فريق السلطة). إذاً أنتم مسؤولون عن الحرب والسلم. تحمّلوا مسؤوليتكم، في كل شيء أنتم تتخلون عن المسؤولية».
وأضاف: «هذا السكوت مدان، وهو موضع تساؤل. بل اسمحوا لي أن أذهب بعيداً في سوء الظن، وأقول: هذا السكوت مريب، وكأنّ ما يقوم به الإسرائيليون في نظر البعض يخدم مشروعهم للسيادة والاستقلال كما يفهمونه، والذي هو مشروع تبعية للمشروع الأميركي وخضوع له وتحول الى جزء منه».
وطالب «بموقف واضح وجليّ من هذا الذي يقوم به الإسرائيليون، وخصوصاً في مجال الانتهاكات الكثيفة اليومية للسيادة اللبنانية». وأكد «أن كل هذه المناورات والغارات الوهمية وكل هذه الطبول التي تقرع وكل هذا التهديد والتهويل الإسرائيلي الذي نسمعه بين الحين والآخر لا يؤثر فينا على الإطلاق، ولا يمكن أن يهز من ثقتنا بأنفسنا وبالله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً، وأنّ المقاومة التي دافعت عن لبنان ستدافع عن لبنان وهي أقوى مما كانت عليه في السابق وإسرائيل أضعف».
وأضاف: «نحن لا نريد حرباً مع أحد، ولكن لن نسمح بأن يعتدى على قرانا وعلى شعبنا وعلى أهلنا وعلى بلدنا. إذا كان البعض يفهم السيادة خضوعاً، فنحن نفهم السيادة سيادة، هكذا كنا طوال التاريخ. وإذا كان البعض يفهم الاستقلال استسلاماً، فنحن نفهم الاستقلال استقلالاً نقدم من أجله الدماء الزكية، وسوف تبقى راية لبنان مرتفعة كجبال لبنان، وسوف تبقى أرض لبنان أرضاً طاهرة من أي دنس، ولا يمكن أن تكون أرضاً لا للاحتلال الإسرائيلي ولا للقواعد العسكرية الأميركية، ولا أرضاً للعمالة ولا أرضاً للتبعية، وإنما سوف تبقى أرضاً للاستقلال وللسيادة وللحرية وللكرامة وللوطنية وللعزة وللرؤوس الشامخة وللأيدي المضحّية والعاملة والمجاهدة».
(الأخبار)