بلاد الشرق الأوسط هي مهد الزراعة ومنبع القمح. لذا كثرت في منطقتنا أنواع الخبز وأشكاله التي كانت تمثّل الغذاء الأساسي لسكان المنطقة. ومن أصناف الخبز التقليدية خبر «المشطاح».ينتشر خبز المشطاح في جميع أنحاء لبنان ومخابزه خلال شهر رمضان، اذ يمثّل أحد مكوّنات السفرة الرمضانية. أما مشطاح الجريش، فهو خبز الجنوبيين. يعود تاريخه في جبل عامل إلى أكثر من 400 عام. ويعتقد بعض الباحثين أن أصل المشطاح يعود إلى إيران، وأنه أتانا عبر شبه الجزيرة العربية ثم طوّره الجنوبيون وأضافوا إليه التوابل والبهارات الخاصة بهم. ولذلك يختلف طعم مشطاح الجريش من بلدةٍ إلى أخرى، ومن مخبزٍ إلى آخر، حسب خلطة التوابل المستعملة، فمنهم من يزيد عليه العقدة الصفراء ومنهم من يستعمل المحلب أو دقّة الكعك. لكن المكوّن الذي يعتمده الجميع في تصنيع المشطاح الجنوبي هو الجريش، أي القمح البلدي الكامل المجروش (المدقوق). كان يتم خبز المشطاح في «الفرنية» أمّا اليوم، فقد استُبدلت «الفرنية» بالأفران الحديثة التي تعمل على الغاز.
مشطاح الجريش، خبز تقليدي يحمل التقاليد الغذائية المحلية، كما أنّه زاد صحيّ لأنه غني بالألياف الطبيعية. من ميزاته المهمة إمكان حفظه لفترة طويلة (حوالى أسبوعين) بلا تبريد، من دون أن يفسد. لذلك، كان يعدّ زاد المسافرين عندما كان السفر يستغرق أياماً.
ويُستعمل مشطاح الجريش في بعض القرى (مثلاً في الدوير) كأساس لصنع منقوشة الزعتر، مما يضفي إليها طعماً لذيذاً وصحياً.
ر. ز.