صور ــ آمال خليل
ترميم قصر صالحة في صور

بعد أكثر من 30 عاماً على هجرانه بسبب اندلاع الحرب الأهلية وبعد إغداق وزارة الثقافة الوعود، قرر جينو نادر ونبيل برادعي رفع غبار الزمن والإهمال عن قصر آل صالحة المؤلف من 3 طوابق والواقع على الزاوية الشمالية الفاصلة بين الحارة الغربية ومرفأ صور، فاستأجرا الدار لمدة 30 عاماً من صاحبها بول صالحة (66 عاماً) على أن يرمما البيت المهمل والمهدد بالسقوط ويعيدا تجهيزه للسكن، كما كان في الماضي، بدل خطة سابقة باستثماره مطعماً وفندقاً. ويوضح برادعي أن المشروع الذي «تفوق تكلفته مليوني دولار، من المقرر أن ينجز خلال سنتين بإشراف المهندس أنطوان غريّب». وما يميّز هذه الدار عن كل «قصور» صور الأخرى، مثل داري المملوك والخشن اللتين تستعيدان الحياة عبر مشروع الإرث الثقافي، أن الطريق المؤدي إليها كان سابقاً بحرياً. فالدخول إلى الدار يتم بزورق يرسو على ضفاف غرفة مقنطرة في الطابق السفلي. ويعمل مشروع الترميم الحالي على إعادة إحياء هذا المدخل بتفاصيله الدقيقة.
ويقول بول صالحة إن جده بنى هذه الدار عام 1860 بحسب طرازين هندسيين. فمن الخارج، تتبع الدار الطراز الأوروبي الذي كان سائداً حينها. أما من الداخل، ونزولاً عند رغبة زوجته، فقد رفع أقبيته على أعمدة رومانية جمعها من بحر «المباركة» المحاذي حيث تظهر بقايا المدينة القديمة. وقد شكّلت الدار حينها شبه جزيرة «من القصور» تحاكي أبنية أخرى. وكان الحاكم العسكري الفرنسي يتخذ القصر مقرّاً له قبل أن تحوله الدولة اللبنانية مقراً لمصلحة البريد والمحكمة والسرايا.




آثار سامرّاء مهدّدة بسبب بناء مركز للشرطة

بعدما زال خطر القناصة الأميركيين عن مئذنة سامرّاء العباسية بعدم الاستمرار باتخاذها مركزاً لها، عاد الخطر إليها مع صدور قرار للحكومة العراقية يقضي ببناء ثكنة للشرطة بمحاذاة الجامع العباسي والمئذنة الملوية الفريدة من نوعها في العالم.
هذا ما أكده مسؤول في مكتب اليونسكو في باريس لصحيفة «الغارديان» البريطانية قائلاً: «إن مشروع البناء هذا يهدّد آثار المدينة التي حاولت المنظمة العالمية حمايتها بإدراجها خلال الأشهر الماضية في لائحة التراث العالمي المهدّد بخطر الزوال».
لكن يبدو أن لا شيء يجدي نفعاً، إذ إن المجلس الأعلى للآثار والمتاحف في العراق لم يعرف حتى بتفاصيل بناء الثكنة الضخمة التي ستتّسع لـ1500 شرطي، والتي قد بدئ العمل عليها. وهنا تجدر الإشارة الى أن أي حفريات بموازاة الموقع الأثري ستؤدي حتماً الى تدمير الآثار الدفينة التي لم تدرس من قبل، وأن الثكنة ستكون بحد ذاتها هدفاً للمقاتلين ما سيحوّل الموقع الأثري الى نقطة صراع.
وتعتبر آثار سامراء من أهم المواقع الأثرية في العراق (وفي العالم الإسلامي)، فالمئذنة الملوية هي إنجاز هندسي بحد ذاته، وخصوصاً أنها مبنية من الطين. وكان الخليفة المعتصم العباسي أول من قرّر نقل عاصمته من بغداد الى سامرّاء، ولاحقاً شيّد فيها هارون الرشيد قصراً له لا يبعد عن المدينة القديمة والمئذنة والجامع إلا بضع مئات الأمتار. وكانت آثار سامراء قد تضرّرت من الحرب الأخيرة على العراق بعدما استعملت مئذنتها مقرّاً للقناصة الأميركيين، ما دفع بالمقاتلين إلى شنّ الهجمات عليها، وبالتالي تدمير الطابق العلوي منها.