موفدان من «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» زارا بكركي أمس، كلّ على حدة، لإطلاع البطريرك الماروني نصر الله صفير على مضمون لقاءات النائبين ميشال عون وسعد الحريري في باريس.فقد استقبل البطريرك الماروني مدير مكتب النائب الحريري نادر الحريري الذي أطلع صفير على نتائج زيارة رئيس «كتلة المستقبل» إلى كل من السعودية ومصر وباريس، ولقاءاته مع العماد عون ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش.
وبعد اللقاء لم يشأ الحريري الإدلاء بأي تصريح مكتفياً بالقول في دردشة مع الإعلاميين، إن الزيارة تندرج في إطار التواصل المستمر بين قريطم وبكركي، واصفاً اجواء اللقاء مع سيد الصرح بالإيجابية.
وأكد الحريري أن الاتصالات مستمرة مع البطريرك وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى أن لقاء صفير والحريري وارد في أي لحظة، لكن حتى الساعة ليس هناك من موعد محدد.
بعدها استقبل صفير مسؤول العلاقات السياسية في «التيار الوطني الحر» المهندس جبران باسيل موفداً من النائب ميشال عون لإطلاعه على نتائج وأجواء لقاءات الحريري وعون في باريس. وقد رفض باسيل الإدلاء بأي تصريح بعد اللقاء. واستقبل صفير السفير الايطالي في لبنان غابريال كيكيا الذي أوضح أنه اطّلع من البطريرك على مواقفه «مع علمنا أن غبطته يقوم بدور أساسي ويمكن أن يقوم بدور أساسي في الوضع اللبناني الراهن» مشيراً إلى أنه أبلغه «مدى ثقتنا بشخصه وبالجهود التي يبذلها من اجل مقاربة الاستحقاق المقبل بجو من الاحترام المتبادل بين الفريقين ومن خلال التوافق». وقال السفير الايطالي: «نحن نعمل في هذا الاتجاه، لكن بما أن سدة الرئاسة هي لماروني لأن النظام اللبناني ينص على ذلك، فنحن متعلقون جدّاً بهذا النظام، وبالطبع فإن دور البطريرك مهم جداً في هذا الخصوص، وكررت أمامه مدى تقديرنا لجهوده، ونحن لا ننفي وجود صعوبات، وقد خرجت من هذا الاجتماع مع البطريرك مرتاحاً» مشيراً إلى أن «نجاح البطريرك في جهوده هو نجاحنا لأن ذلك سيكون ضمانة اضافية للاستقرار في المنطقة وللاحترام المتبادل بين اللبنانيين الذي نتمسك به».
وردّاً على سؤال أشار كيكيا إلى أن «هناك تحركاً قائماً باتجاه سوريا مع الدول الأوروبية الباقية ومنها فرنسا وإسبانيا حيث زار وزراء خارجيتها لبنان أخيراً». وقال: «نحن نستمر بالضغط من اجل أن تضطلع سوريا بدور بنّاء في لبنان».
اما رئيس «الحزب العمالي الديمووقراطي» الياس أبو رزق فأشار بعد لقائه البطريرك صفير الى أنه عرض موضوع الاستحقاق الرئاسي من خلال ثلاث نقاط: أولًا، ضرورة الالتفاف حول بكركي لأنها المرجعية الوطنية المهمة والمرجعية الروحية العليا، ولأن البلد يمر في مرحلة دقيقة وخطيرة للغاية.
وثانياً، إن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ممنوع، لأن الفـــراغ يعني الفوضى والفتنة والانفجار وتالياً زوال الوطن، ومن أجل تلافي هذا الفراغ المطـــلوب من جميع القيـــــــــــــادات السياسية اللبنانية عموماً والقيادات المسيحية خصوصاً تقديم التنازلات إلى الوطن والتخلي عن الأنانيات والمصالح الشخصية في المرحلة الحاضرة. ورأى أن انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً يمثّل انقلاباً على الوطن والدستور، والفراغ هو حتما نهاية الوطن والدستور. وثالثاً، أن يبادر صفير إلى اتخاذ موقـــــف ويبذل ما بوسعه من اجل إنقاذ لبنـــان وأن يأخذ المبادرة عبر تسمية مرشح وفاقي لرئاسة الجمهورية».
والتقى صفير وفداً من لقاء الوثيقة والدستور ضم النائبين السابقين عثمان الدنا ومنيف الخطيب والسفير خليل الخليل، وقد عبر الوفد للبطريرك عن قلقه الشديد «من احتمال تكرار سابقـــــة إفراغ سدة رئاسة الجمهورية وما ينتج من ذلك من خلل بنيوي، وفوضى مدمرة، تجْهِز على المؤسسات المعطلة منذُ أمد».
وأضاف أن «المهمةَ التي تنتظر الرئيس، توجب توافر مؤهلات خاصة، شخصية، لديه، في إحدى أدق مراحل تاريخنا وأَصعبِها، فهو مدعـو لأن يكــون رمزاً لوحــــدة الشعب، ويقوده الى الخلاص، ويفترض فيه التجرد، والشفافية، والترفع عن الفئوية والاصطفاف الحزبي (...) وأن يكون الرئيس قادراً على تجسيد الوفاق، بشخصه، وأدائه، مؤمناً بالمصـــــــالحةِ الصادقة، مطلعاً على اتفاقِ الطائف، ملتزماً إياه، نصاً وروحاً، فيعمل على تطبيقه بأمانة لإعادة بناءِ الدولةِ الحضاريّة» محذّراً من أن «الصيغةَ اللبنانيةَ تمر بخطر مصيري، وعلى الجميع أن يستوعبوا ذلك، ويتحمّلوا
مسؤولياتِهم».
والتقى صفير النائب السابق كميل زيادة والدكتور ايلي كرامة.