عبدو سعد*
استطلاع لـ «مركز بيروت للأبحاث والمعلومات» حول «تبادل الأسرى»

64 % الحكومة عاجزة عن تولي عملية التفاوض
76 % التبادل عزّز مكانة «حزب الله» محلياً وإقليمياً ودولياً

أجرى مركز بيروت للأبحاث والمعلومات استطلاعاً للرأي بشأن عملية التبادل التي جرت بين حزب الله وإسرائيل بتاريخ 16 تشرين الأول 2007 وتأثيراتها. نُفِّذ الاستطلاع بين 25 و29 من تشرين الأول 2007، وشمل عيِّنة من 800 مستطلَع، واعتُمدت منهجية إحصائية تلحظ التوزع الطائفي والمناطقي، بالإضافة إلى الفئات العمرية المختلفة من الجنسين

رغم الانقسام السياسي والطائفي العميق الذي يعيشه اللبنانيون، يبدو أن ثمة قضايا بقيت خارج تداعيات هذا الانقسام، من بينها المفاوضات السرية الناجحة، التي أدت الى عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، وأفضت الى تحرير أسير وجثماني مقاومين لبنانيين، في مقابل جثة مستوطن إسرائيلي، وأحيت الآمال بإمكان إنجاز «الصفقة الكبرى» لتحرير الأسرى اللبنانيين في مقابل الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى الحزب، وهو ما عبّرت عنه غالبية ساحقة من اللبنانيين (82.7%).
وفي قراءة أولية لنتائج الاستطلاع، يتبيّن أن غالبية عريضة، من كل الطوائف، بلغت نسبتها العامة حوالى 76 في المئة، (74% من المسيحيين و65% من السنّة و64% من الدروز و92% من الشيعة)، ترى أن عملية التبادل عززت من مكانة حزب الله على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وخصوصاً بعد الانشغال الكبير للحزب في الشؤون السياسية الداخلية، ما جعل البعض يعتقد بأن ذلك سيضعف من متابعته للشأن الإقليمي.
لكن الاصطفاف السياسي الحاد كان واضحاً في اعتبار الأكثرية الساحقة من الشيعة (90%) وأكثرية كبيرة من المسيحيين (64%) أن الحكومة لم تكن قادرة على القيام بالدور الذي قام به حزب الله في المفاوضات. فيما رأت، في المقابل، أكثرية من السنّة (55%) وأكثرية كبيرة من الدروز (71%) عكس ذلك.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن أكثرية عارمة (73%) رأت أن الحكومة الحالية لم تقم بواجبها تجاه الأسرى والموقوفين في السجون الإسرائيلية والسورية. ولولا الانقسام السياسي، ربما، لتبدّى أن هناك شبه إجماع بين اللبنانيين بأن هذه الحكومة والحكومات المتعاقبة منذ عقود، لم تقم بأي جهد جدي لإطلاق المعتقلين والموقوفين والمخطوفين اللبنانيين (خطف عدد من اللبنانيين من لبنان على أيدي أميركيين وإسرائيليين منذ ثمانينات القرن الفائت).
وبيّن الاستطلاع أن عملية التفاوض التي دخلتها إسرائيل مع حزب الله، عبر وسطاء دوليين، قد أقنعت حوالى 87% من اللبنانيين بأن أهداف عدوان تموز الإسرائيلي على لبنان كانت أوسع بكثير مما أعلن أنها بهدف استعادة جندييها الأسيرين.
ورأت غالبية عارمة (حوالى 82.8%) بأن حزب الله لن يتخلى عن إطلاق سراح سمير القنطار في أي عملية تبادل تشمل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة. ورغم الشروط الصعبة التي أعلنها حزب الله (إطلاق كل الأسرى اللبنانيين وأسرى فلسطينيين وعرب) لنجاح عملية التبادل المرتقبة، رأى حوالى 73.9% من المستطلعين أن إسرائيل ستكون مرغمة على إطلاق القنطار.
كما كشف الاستطلاع أن حوالى 71.4% يعتقدون بأن الحزب سيقدم معلومات إضافية عن الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد لأن إسرائيل التي ربطت إطلاق القنطار بالكشف عن مصير أراد ستكون محرجة أمام الرأي العام الإسرائيلي إذا لم يحصل تقدم في هذه المسألة.
وأقنعت تجربة التبادل التي تمت عام 2000 حوالى 66.2% من اللبنانيين بأن حزب الله سينجح بتحرير الأسرى اللبنانيين، بالإضافة إلى أسرى فلسطينيين وعرب من جنسيات مختلفة.

* مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات

التفاصيل