طرابلس ــ عبد الكافي الصمد
يتوجّه محامو الشّمال غداً إلى صناديق الاقتراع لاختيار عضوين جديدين في مجلس النّقابة، مسلم ومسيحي حسب العرف المُتّبع، بدلاً من العضوين المنتهية مدة ولايتهما النقيب السابق فادي غنطوس وصفوان المصطفى، في معركة يُخيّم عليها التراخي وتراجع الحماسة لها، بشكل لم تعهده من قبل أيّ انتخابات سابقة للنقابة، حتى إن كانت انتخابات فرعية.
وإذا كان مقعد العضو المسلم بات شبه محسوم أمره لمصلحة المرشح ناظم العمر، على حساب منافسه الوحيد أحمد الكرمة، فإنّ اختيار العضو المسيحي يدور حوله صراع قوي وحاد للغاية، إن بين قوى 14 آذار نفسها، أو بين هذه القوى وقوى المعارضة.
فقوى 14 اذار انقسمت على نفسها عندما لم تستطع الاتفاق على مرشح وحيد لها، بعد إصرار النائب سمير فرنجية على ترشيح نسيبه حميد فرنجية، في وجه دعم وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوّض للمرشحة جيزيل الدويهي، من غير أن يتنازل أحدهما للآخر، رغم كلّ الوساطات التي بذلها أكثر من طرف من فرقاء الموالاة، على «خلفية حسابات زغرتاوية خاصة»، حسب قول مصادر مطلعة، الأمر الذي جعل «تيّار المستقبل» يجد نفسه في موقف حرج، ما سيدفعه وفق المصادر نفسها، للخروج من مأزق التصادم مع أحد حليفيه، إلى ترك الحرّية لناخبيه، أو تأييد المرشح شوقي ساسين الذي يحظى بدعم واسع من مكاتب المحامين الرئيسية في الشمال، ومن قوى المعارضة، وعلى رأسها «حزب التحرّر العربي»، و«تيّار المردة»، و«التيّار الوطني الحرّ»، و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، فضلاً عن محامين محسوبين على الإسلاميين أو مستقلين.
وتوضح هذه المصادر المطلعة لـ«الأخبار» أنّ «الموقف الحرج لـ«تيّار المستقبل» لناحية تفضيله الابتعاد عن تأييد أحد المرشحين المسيحيين المحسوبين على قوى 14 آذار، للأسباب المذكورة، ستدفعه إلى السير بركاب موجة تأييد العضو المسلم العمر، لأنّ من شأن تأييده الكرمة، وفق توجّه يعمل عليه جانب من محامي التيّار، سيجعله يُمنى بخسارة مدوية، وخصوصاً أنّ حلفاءه الذين ابتعد عنهم دفعاً للحرج، لن يعطوه باليسار الذي لم يعطه لهم باليمين، فضلاً عن عدم إعلان «القوّات اللبنانية» حتى الآن أيّ موقف من هذا الاستحقاق النقابي».