أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير عن قلقه من الأوضاع السائدة في البلاد، وكرّر أكثر من مرة أمام زواره أن الأيام التي نعيشها «صعبة جدّاً».وكان صفير قد استقبل وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض التي رأت بعد اللقاء أن «التوافق اصبح كلمة مطاطة وتستعمل من البعض لتغطية إرادتهم في التعطيل، وكلمة التوافق أيضاً تغطي إرادة الانقلاب من الأقلية على الأكثرية، وكلمة التوافق لا تعني بالتأكيد الإتيان برئيس للجمهورية لا يملك شرعية مسيحية، ليس له لون أو طعم أو رائحة، يأتي لإدارة أزمة من دون أن يدرك ما إذا كانت هذه الأزمة ستدار مع رئيس كهذا». وأضافت: «إننا لا نرى أن التوافق هو طريقة لإعادة إدخال حصة للنظام السوري من الرئيس الجديد ولعودة هذا النظام إلى التدخل في الحياة السياسية اللبنانية».
ورأت أن التوافق «معناه الإتيان برئيس قوي يأخذ في الحسبان هواجس مختلف الأفرقاء، هواجس الاكثرية التي تطالب برئيس يحفظ السيادة والاستقلال ويعمل على تطبيق مقررات طاولة الحوار والنقاط السبع، وكذلك تطبيق القرارات الدولية. وهواجس الأقلية ويفتح باب الحوار معهم كي تشارك هذه الاقلية في الحكومة الجديدة في مسيرة بناء الدولة انطلاقاً من إنتاج قانون انتخاب جديد يؤمّن التمثيل للجميع» مؤكدة «أننا لا نقبل برئيس لا يحظى باعتراف بكركي».
ورأت أن «الخطوات التوافقية بدأت بلقاء النائب سعد الحريري مع النائب ميشال عون».
والتقى صفير وفداً من الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه، وضم نائب الرئيس السفير عبد الله بو حبيب والأمين العام السفير سمير حبيقة.
وبعد اللقاء أشار طربية إلى أن الزيارة هي لمتابعة الموضوع الخاص بأزمة البلد، وأوضح انه «كان هناك توقف عند المحطات الرئيسية في موقف البطريرك وبخاصة موضوع التوافق، بحيث يكون الاستحقاق الرئاسي محطة للتوافق وللوحدة الوطنية وليس سبباً للافتراق النهائي بين اللبنانيين، لأن الأزمة هي بالفعل أزمة كبيرة تتطلب حلولاً»، مشيراً إلى وجود مجموعة قضايا أخرى إلى جانب الاستحقاق الرئاسي «الأمر الذي يتطلب أيضاً جهداً لبنانياً إضافياً، حيث لا يقتصر الأمر على روزنامة الدول الخليجية، بل يجب أن يكون هناك روزنامة لبنانية بالفعل، تأتي برئيس يستطيع الإمساك بالوضع اللبناني والمساعدة في حل المشاكل الكبيرة المطروحة على لبنان في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ المنطقة التي نعيش فيها».
وأكد أن «بكركي قامت بجهود كبيرة في الفترة الأخيرة واقترنت بنتيجة مقبولة، وهي تتابع الوضع عن كثب، وهناك تدخلات دولية كبيرة مع بكركي لأن تبقى حاضرة ضمن ما يحصل بحيث تكون لها بالفعل الكلمة الأساسية في ادارة هذا الملف. لكن لا ينبغي أن ننسى أن هذا الملف هو موضوع اهتمام دولي، وهو في قلب قضية الشرق الأوسط الآن، وهو موضوع وطني على مستوى الوطن كله».
ثم استقبل صفير رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن والوزير السابق الدكتور كرم كرم، ووفداً من جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت برئاسة رئيس الجمعية المهندس مازن شربجي.
(الأخبار، وطنية)