مع بدء العد التنازلي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي أعلن مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف أن الموقف العربي يرى ضرورة قصوى لإتمام الاستحقاق تبعاً للقواعد الدستورية في الموعد المحدّد لذلك.وكان يوسف قد وصل الى بيروت أمس موفداً من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في زيارة تستغرق يومين
يلتقي خلالها عدداً من الشخصيات والقيادات السياسية اللبنانية للبحث في موضوع الاستحقاق الرئاسي.
واستهل يوسف لقاءاته باجتماع مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية بحضور مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير عبد الرحمن الصلح والمستشارين محمد شطح ورولا نور الدين.
وبعد اللقاء أشار يوسف إلى أن العد التنازلي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي بدأ «والموقف العربي واضح أن هناك ضرورة قصوى لأن يتم هذا الاستحقاق تبعاً للقواعد الدستورية وفي الموعد المحدّد لذلك»، آملاً «أن يتم التوصل الى توافق في انتظار المشاورات الجارية في هذه المرحلة».
وأشار رداً على سؤال إلى أن موسى أعلن أنه سيقوم بزيارة لبيروت، موضحاً أنه لم يُحدَّد موعد لها.
وعن الجديد الذي يحمله قال: «صحيح أنه كانت هناك صعوبات ولم ننجح في محاولات سابقة، لكن لدينا مسؤولية لن نهرب منها». ووصف مؤتمر
اسطنبول بأنه انعكاس لاهتمام عربي وإقليمي ودولي بما يحدث في لبنان.
ورداً على سؤال عن كيفية الحل في ظل التباين بين الموقف الفرنسي والموقف الأميركي بشأن كيفية حصول الاستحقاق، أجاب: «الموقف العربي هو العمل على التوصل إلى توافق، ونحن سعداء أن الموقف الأوروبي الذي أعلن من جانب بعض الدول الأوروبية يقترب من الموقف العربي»، معتبراً أن «التوافق هو أفضل السبل، ونحن نعمل بكل جد حتى نتوصل إلى تحقيق ذلك».
وقد التقى يوسف الرئيس عمر كرامي وبحث معه في الاستحقاق الرئاسي ولفت يوسف بعد اللقاء الى وجود بعض التقدم في الوقت الحالي «مقارنة بالوضع الذي كنا نراه عندما كنا مع الوفد العربي في الفترة الأخيرة»، موضحاً أنه «وقتذاك لم تكن هناك اتصالات ولقاءات ولا حوارات بين قيادات المعارضة والأغلبية، والآن في أعقاب المبادرة التي طرحها الرئيس بري بدأت اللقاءات والاتصالات والحوار، وهذا بذاته تطور إيجابي». وتمنى أن «تترجم هذه الاتصالات واللقاءات الى خطوات عملية»، محذراً من أن «الوقت يدهمنا والأمور لا تحتمل مزيداً من التأخير»، وأمل «أن تسهم الجهود العربية والجهود التي تقوم بها الدول الصديقة في تحقيق هذا الهدف».
وأشار يوسف الى وجود أفكار وتصورات للحل «في الماضي، طلب ذلك من جامعة دول العربية التي قامت بدورها»، موضحاً أن «الآن الموضوع واحد هو الاستحقاق الرئاسي والمسألة ليست مسألة مبادرات، المسألة ترتبط بتحقيق الهدف المنشود والهدف واضح ومحدد». وقال: «الجامعة العربية ستساعد والدول العربية ستساعد لأن عليها مسؤولية واضحة نحو الدول العربية، وأن هناك استشعاراً بخطورة الموقف ودقة الموقف، واهتماماً عربياً وإقليمياً ودولياً بلبنان، واللقاءات التي تحدث تعبّر عن رغبة دولية في أن ترى لبنان معافى وسليماً».
من جهته، قال كرامي: «تبادلنا المعلومات والآراء وكانت وجهات نظرنا متفقة ومتطابقة، لأن الهدف هو الوصول الى الاستحقاق الرئاسي وعدم حصول الفراغ». وإذ أكد «أن المعارضة تسعى جاهدة وهي صادقة في مسعاها الى الوصول الى رئيس توافقي، وليس هناك من مناورات بهذا الشأن» لفت الى أنه «تبين من تصريحات أركان الفريق الآخر أنه متشبت بمرشحين من صفوفه وهذا لا يؤدي الى توافق»، معتبراً أنه «يجب أن يكون هناك تنازل متبادل بين الفريقين لتحقيق المصلحة اللبنانية العليا، ونحن أكدنا أن المعارضة في هذا التوجه وأن الرئيس بري مفوض من المعارضة ويسعى جاهداً لتحقيق هذا الهدف».
(وطنية)