تخوّف زوار الرئيس عمر كرامي أمس من خطورة الوضع في لبنان، فيما ردّ السفير الإيراني محمد رضا شيباني السبب الى التدخل الأميركي السافر في شؤونه، مؤكداً دعم بلاده كل ما يؤدي إلى توافق اللبنانيين وإجماعهم.وقال شيباني إثر زيارته كرامي: «كان هناك توافق تام في وجهات النظر حول مخاطر التآمر الأميركي ـــــ الإسرائيلي المشترك الذي يستهدف المنطقة برمتها»، لافتاً الى «التحركات الإسرائيلية العسكرية التي تجري في الآونة الأخيرة والتي من شأنها أن تضع كل هذه المنطقة على حافة الخطر».
وأكد شيباني أن إيران «تؤيّد وتدعم كل ما من شأنه أن يؤدي الى توافق اللبنانيين وإجماعهم تجاه مقاربة الأزمات السياسية التي يمرون بها حالياً»، معرباً عن اعتقاده بأنه «لو تركت الأمور السياسية المتعلقة بهذا البلد وأوكلت الى شعبه وقادته السياسيين بعيداً عن التدخلات الخارجية، لكانت الأمور تسير نحو التفاؤل والأفق الواضح، ولكن عندما نرى أن هناك جهة تأتي من أقاصي الأرض كي تتدخل تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية اللبنانية وتبدي وجهة نظرها وتعبّر عن إملاءاتها السياسية تجاه أدق تفاصيل الحياة السياسية في لبنان وتبادر الى محاكمة هذه الجهة أو تلك انطلاقاً من وجهة نظرها وعقيدتها السياسية تجاه الأمور في لبنان، فإن الحياة السياسية السويّة في لبنان تتعرض للخطر»، واعتبر «أن عودة الحياة السياسية الى الطابع السليم تستدعي رد فعل مناسباً تجاه هذا التدخل الخارجي».
واستقبل كرامي وفداً من مركز بيروت الوطن برئاسة الدكتور زهير الخطيب، ووفداً من «الجبهة الشعبية ــــــ القيادة العامة» برئاسة مسؤولها في لبنان رامز مصطفى الذي دان «التصريحات المستغربة والمدانة التي أطلقها النائب وليد جنبلاط بخصوص ما يصوره عقله وذهنه حول إشكالات قد تقع في مخيم برج البراجنة»، ورأى أن «الخطير في الأمر أنها المرة الأولى التي يلجأ إليها النائب جنبلاط لبثّ الفتنة والفرقة بين الفلسطينيين».
ولفت الى أن «الدول المانحة التي اجتمعت في القصر الحكومي بدعوة من الحكومة اللبنانية لتمويل إعادة إعمار مخيم نهر البارد، حتى الآن لم تفِ بالتزاماتها على الإطلاق»، وطلب من الرئيس كرامي رفع الصوت عالياً الى جانب الشعب الفلسطيني في ما يتعلق بإعادة إعمار المخيم.
كذلك التقى الرئيس كرامي الوزير السابق ناجي البستاني، ثم الوزير السابق ميشال سماحة الذي لفت الى أن «لبنان على مفترق قد يكون الأخطر في تاريخه المعاصر، ليس فقط في موضوع الاستحقاق الرئاسي على أهميته، بل في ما يتعلق بطبيعة الصيغة اللبنانية». ودعا الى التوافق «على إدارة ما نختلف عليه بالديموقراطية».
(وطنية)