في انتظار الاستحقاق الرئاسي، لا يقتصر القلق والترقب على المواطنين وحدهم، بل يشمل أيضاً المرشحين لمنصب «فخامة الرئيس» الذين ينتظرون كلمة السر التي ستحدد مستقبلهم، ناهيك بالوزراء المعتصمين داخل السرايا الحكومية الذين ينتظرون نتيجة هذا الاستحقاق، فإما يُمدد لـ«خدماتهم» أو يستعدّون للمغادرة، إضافة طبعاً إلى النواب الذين اختاروا «الإقامة الجبرية» في فندق فينيسيا منتظرين موعد الانتخاب لاستعادة حريتهم الكاملة.إلا أن عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري لم يربط في حديث لـ«الأخبار» هذا الأمر بالضرورة بـ«الاستحقاق». ويقول إن خروجهم من الفينيسيا يتعلق مباشرة بالمعطيات الأمنية. وعلى رغم الضيق الذي يشعر به معظم النواب الأربعين المقيمين في الفندق منذ أكثر من شهر، يرى حوري أن المهم في الاستحقاق المقبل هو اختيار رئيس حل يؤمن بأفكار «الاستقلال الثاني وبأفكار 14 آذار حول الحرية والسيادة والاستقلال وإدارة شؤون الوطن واحترام مؤسسات الدولة، إضافة طبعاً إلى قدرته على تقديم رؤية متقدمة لتنظيم العلاقات اللبنانيّة ــــ السوريّة من منطلق أن لبنان لا يحكم ضد سوريا ولا من سوريا». والمطلوب في هذا السياق، بحسب حوري، «رئيس قوي يرتب العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، يرسم حدودهما (بما في ذلك مزارع شبعا)، ويعالج ملف السلاح غير الشرعي والملف الفلسطيني، ويتابع تطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بإنشاء المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وإذ يرى أن الحديث عن تأليف الحكومة الأولى في العهد المقبل مبكراً، يشدد على ضرورة عدم التفكير في إعطاء المعارضة ثلث عدد الوزراء من منطلق حقها بالثلث المعطل، موضحاً أن الهدف من أخذ موافقة ثلثي مجلس الوزراء مرتبط بضرورة حصول أكبر قدر من الإجماع على العناوين الكبرى، لا وضع إصبع ديناميت في الحكومة تمهيداً للتهديد بتفجيرها عند كل مفترق خطر.
وفي انتظار الاستحقاق الشهير، والاستحقاقات التي ستليه، يؤكد حوري أنه سيسعى بعد «الانتخاب» إلى استعادة حياته الطبيعية.