strong>بسام القنطار
لم يزل هنالك الكثير من العقبات في وجه وصول المرأة الريفية إلى المعلومات. غير أن الجديد في تكنولوجيا المعلومات يتيح فرصاً فريدة للمرأة في لبنان لكي يُسمع صوتها وتقل عزلتها.
هذه هي خلاصة المؤتمر الصحافي الذي نظمته «مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي» بالتعاون والشراكة مع «شركة مايكروسوفت».
الجهة الأولى، هي جمعية أهلية لبنانية تسعى إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، وتنفّذ عشرات المشاريع التنموية والمعرفية وخصوصاً مع النساء العاملات في المناطق الريفية، في البقاع والشمال والجنوب.
الجهة الثانية، لا تحتاج إلى كثير من التعريف، فهذه المقالة طبعت على برامجها، و«شباك» الولوج إليها عبر الإنترنت من تصميمها أيضاً. إنها الشركة الأكثر حضوراً في سوق التكنولوجيا، ودعمها لمشاريع من شاكلة مشروع «شبكات المعرفة في لبنان» الذي أطلق في فندق «فوندوم» أمس هو أحد أشكال إسهاماتها التي تبغي «النفع العام»، الذي هو من دون شك لا يلغي النقاش حول نشاطها الذي يبغي «النفع الخاص»، واتهامها باحتكار السوق التكنولوجية والصراع المفتوح بينها وبين الشركات والأفراد الذين يتبنون سياسة البرامج المفتوحةopen Source».
إطلاق مشروع «شبكات المعرفة من خلال مراكز تكنولوجيا المعلومات والاتصال» سلّط الضوء على قضايا مفصلية في العمل الأهلي في لبنان منها: تحدي وصول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للنساء الريفيات وسبب استخدام هذه التكنولوجيا من أجل العدالة الاجتماعية، وصولاً إلى تحقيق المساواة القائمة على أساس النوع الاجتماعي وتسهيل الولوج إلى المعرفة.
تضمّن المؤتمر عرض وثائقي حول أبرز محاور تدخل شركة «مايكروسوفت في لبنان»، والمشاريع التي دعمتها. بعدها قدمت المديرة التنفيذية لمجموعة الأبحاث والتدريب لينا أبو حبيب عرضاً عاماً عن مشاريع الجمعية. أبو حبيب أكدت لـ«الأخبار» أن التكنولوجيات الجديدة في مجال المعلوماتية تمثّل فرصة فريدة بالنسبة إلى المرأة في لبنان لكي تقول كلمتها وتصبح أكثر وضوحاً وأقل عزلة. كما أكدت أهمية مثل تلك التكنولوجيات في توسيع دائرة المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة الريفية، إضافةً إلى إتاحتها الفرصة أمام المرأة لتعزيز قدراتها على مشاطرة المعلومات والاطّلاع واتخاذ القرارات».
منسق مشروع «شبكات المعرفة في لبنان» محمد شبلاق أعلن «أن مرحلة جديدة من نشاطات المشروع ستبدأ، منها دورة إعداد مدربين ومدربات متخصصين/ات في التدريب على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال شهر كانون الأول 2007 بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ـــــ لبنان.
المدير الإقليمي لمشروع مايكروسوفت لشمال أفريقيا والشرق الأوسط وباكستان شريف صديق أكد أن الشركة لم تميّز بين المرأة والرجل، ونحن نفخر بالتعاون مع مجموعة الأبحاث وخصوصاً أن المشروع المشترك يركز على موضوع المساواة في النوع الاجتماعي مع الربط بين اكتساب المعرفة وتطوير القدرات الاقتصادية والإنتاجية». وأضاف صديق «المشروع متكامل اجتماعياً واقتصادياً ونحن لم نعلن أن مبادرة ستنطلق، بل أن هناك أنشطة تم تنفيذها، وهذا الإطلاق هو استكمال لسلسة أنشطة المشروع».
وفي ختام المؤتمر قدمت فاطمة دبوس شهادة حول استفادتها وزميلاتها من تجربة استخدام التكنولوجيا في التنمية، وذلك عبر دعم شبكة التعاونيات النسائية في منطقة البقاع عموماً وبلدات عرسال والعين على وجه الخصوص، حيث كانت لهذه الدورات دور أساسي في تحسين نوعية الأداء التسويقي والإداري والمالي». وأملت دبوس أن يسهم موقع التسويق الإلكتروني على الإنترنت في زيادة حجم الإنتاج وبيع التعاونيات التي تديرها النساء والرجال في مختلف الأرياف اللبنانية.