دعا نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إلى ضرورة «التفتيش عن أميركا وعملائها الذين أصابوا لبنان بالشلل ويدفعونه للقفز إلى المجهول»، وذلك لمعرفة إلى أين تذهب الأزمة اللبنانية، محمّلاً «بعض الموتورين في الداخل اللبناني» مسؤولية تعطيل الحلول، وتحديداً رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب وليد جنبلاط، لكن «للحريري مصلحة معينة، له ولطائفته، في استقرار البلد»، ومستشرفاً إمكان الوصول إلى الحل المنشود للأزمة في آخر لحظة.وفي مقابلة أجراها الزميل وائل عبد الفتاح وتنشرها صحيفة «البديل» القاهرية اليوم، أبدى قاسم أسفه لكون «الأمور ما زالت ضبابية وغامضة»، إذ «تدور المفاوضات في الطاحونة الآن، ولا تخرج من الحلقة المغلقة»، مؤكّداً أن الاستقرار السياسي «لا يمكن أن يتمّ من دون توافق».
ورداً على الداعين إلى التفتيش عن إيران وسوريا، في خصوص الأزمة القائمة، أشار قاسم إلى ضرورة اقتران التهمة بالدليل، لافتاً إلى أن الدولتين تكرّران التصريح نفسه، وهو «الرغبة في توافق اللبنانيين»، ومضيفاً: «لم نسمع بأن إيران جاءت إلى لبنان، لكن أن تدعم حق الفلسطينيين وحزب الله في المقاومة، فهذا شرف نتمنى أن يكون موجوداً فى كل الدول العربية».
ولافتاً إلى أن «التوتر فى لبنان كبير جداً»، مرفقاً بالأسف لكون «أغلب القيادات يستخدم النفس المذهبى والطائفي ويحاول إثارة المشاعر»، إضافة إلى أن الخطاب السياسي يجري بطريقة «متدنية»، رأى الشيخ قاسم أن إمكان وجود فتنة حالية «مرتبط بالتطورات. لكنه احتمال موجود».
وفي موضوع التسلّح، أشار إلى أن «كل الأطراف اللبنانية تمتلك السلاح، منذ بداية الخروج السوري من لبنان»، واتهم السلطة الحالية بأنها «رعت، بشكل مباشر، عملية التسلح»، لافتاً إلى «بدعة أمنية جديدة»، تتمثل في المؤسّسات الأمنية الخاصة التي «تضمّ بين 500 و1500 شخص تحت عنوان حماية بعض النواب وبعض مراكز الأحزاب»، فضلاً عن أن «البعض لديه تدريبات وتجهيزات وبواخر تأتي بالأسلحة، وتحديداً القوات اللبنانية».
وفي شأن المناورة الأخيرة التي نفّذها «حزب الله» في الجنوب، أكّد قاسم أنها «جزء من الجهوزية الدائمة التي تتطلّبها الاستعدادات لمواجهة أي عدوان إسرائيلي»، لافتاً إلى أنها جرت في غياب أي حضور مسلّح بما يتناسب مع «الظروف الموضوعية»، وإلى أن الحديث عن توجيهها رسائل داخلية «غير صحيح وغير موضوعي، وما هو إلا مشكلة من يحاول إثارة الغبار في وجه المقاومة».