strong>جنبلاط: اللصوص والقتلة هم الذين احتلـّوا الساحات وأقفلوا مجلس النواب
تباينت المواقف بين الموالاة والمعارضة من خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في احتفال يوم الشهيد، فانتقد الفريق الأول بعنف الخطاب، مركّزاً ردّه على دعوة نصر الله رئيس الجمهورية إميل لحود الى اتخاذ مبادرة إنقاذية وعدم ترك البلاد «للصوص والقتلة»، فيما وصف الفريق الآخر الخطاب بالتاريخي، مشيراً الى أن «الآخرين لا يريدون حقيقة الوفاق الوطني، لذلك تتم قراءته بطريقة خاطئة».
ووصف نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الخطاب بأنه «مجرد جرعة مسمومة لأجواء التفاؤل التي سادت أخيراً». والانطباع الأول الذي نتج عنه يشير إلى نجاح السيد حسن في إطاحة مبادرة الرئيس نبيه بري والالتفاف على المبادرة الفرنسية واستباق وصول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في سلسلة مترابطة من المواقف المعقدة، التي تبدأ بإعلان قدرة «حزب الله» على القيام بمهمات من شأنها تغيير وجه المنطقة، ولا تنتهي عند حدود إعلان الحرب على الخصخصة.
ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض أن مناشدة السيد نصر الله للرئيس لحود «أتت متأخرة قليلاً ومن الممكن أنها تحمل رسالة للرئيس لحود كي يكمل في انقلابه الدستوري، كما نشهد اليوم تكملة الانقلاب الدستوري من السيد حسن نصر الله ومن قوى 8 آذار».
ورأى وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت أن مناشدة نصر الله الرئيس لحود القيام «بمبادرة إنقاذية» إذا لم يتم التوافق على خلَفه «دعوة صريحة للفتنة»، معتبراً «أنها دعوة لتأليف حكومة ثانية تجر البلد إلى صدام حقيقي». وقال: «إن الخطاب «رسالة سوريا الحقيقية بالرد على المبادرة الفرنسية».
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء، وينشر اليوم: «بالأمس أطل علينا أحدهم مهدداً ومتوعداً كعادته، ناعياً كل المبادرات السياسية سلفاً لحل الأزمة التي كان سبباً في افتعالها، ومبشراً اللبنانيين بمرحلة جديدة من الحروب والصراعات التي يأمل أن تغير وجه المنطقة، ودائماً من البوابة اللبنانية»، ورأى أن «اللصوص والقتلة هم الذين خرجوا عن مقررات الحوار الإجماعية وحاولوا تعطيل المحكمة الدولية وتأخيرها بكل الوسائل، وافتعلوا الحرب للتهرب من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية. اللصوص والقتلة هم الذين احتلوا الساحات وحاصروا بيروت وأقفلوا مجلس النواب وعطّلوا وشلّوا المؤسسات الدستورية لتعميم ثقافة الفقر والجوع في موازاة ثقافة الموت. اللصوص والقتلة هم الذين يطلقون هذا الكلام التحريضي الذي يُقال عند كل منعطف مصيري يواجه لبنان، وأصبحوا يدركون أن هذا الكلام يصدر بالنيابة عن الوكيل والحليف السوري (...)».
وحمل جنبلاط على رئيس الجمهورية إميل لحود، مؤكداً أنه «سيذهب إلى غير رجعة ابتداء من ليل 24 تشرين الثاني الجاري».
ورأى «التكتل الطرابلسي» أن كلام نصر الله بدا «وكأنه معاكس لسير التهدئة وتضمّن تخويناً واتهامات واستفزازات مرفوضة لا يجوز طرحها أصلاً في الإعلام أو في المناسبات الخطابية»، داعياً السيد نصر الله الى التوجه إلى القضاء إذا كانت لديه اتهامات حقيقية لمسؤولين في الحكومة، أما إذا كان يريد محاسبة الحكومة سياسياً فإن المكان الصحيح والوحيد هو مجلس النواب المقفل منذ سنة تقريباً بموافقة حزب الله».
وقال: «لن ننجر إلى ردة الفعل، وسنبقى مصرّين على انتخاب رئيس، بالتوافق وبحسب الدستور والأعراف والتقاليد، يكون رمزاً لوحدة الوطن ويسهر على احترام الدستور ويحافظ على استقلال لبنان وسلامة أراضيه. وندعو «حزب الله» إلى شراكة حقيقية في الوطن بعيدة عن العصبية والاستفزاز المذهبي الذي يفرز الناس بدل أن يقرب بينهم».
ورد عضوا «كتلة المستقبل» النائب مصطفى علوش ومصطفى هاشم على نصر الله، فرأى علوش أنه لا يوجد أي خطوات دستورية غير انقلابية يمكن أن يقوم بها الرئيس لحود، مشيراً الى أن ما قاله نصر الله والأمين العام للجبهة الشعبية ـــــ القيادة العامة أحمد جبريل قبله «يؤكد أن جواب القيادة السورية على المبادرة الفرنسية وهو يشابه ما تقوم به عادة القيادة السورية، إذ تعد الغربيين ببعض الإيجابيات في دمشق، وتوعز في المقابل الى حلفائها بإحباط أي مبادرة داخل لبنان»، وسأل النائب هاشم رئيس المجلس النيابي نبيه بري هل يقبل «أن يوصف نصف الشعب اللبناني بالقتلة واللصوص؟
ورأى أمين سر «حركة اليسار الديموقراطي» النائب الياس عطا الله أن السيد نصر الله «أطلق النار على كل الأطراف تقريباً من دون استثناء»، معتبراً أن «موقفه هذا انطلق من خلفيات وحسابات إقليمية لا تقيم وزناً للمصلحة اللبنانية».
ورأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا في مداخلة تلفزيونية «أن الشرط الوحيد الذي تضعه قوى 14 آذار على المرشح التوافقي قد نسفه» السيد نصر الله. وإذ أكد أن جلسة 21 تشرين الثاني هي جلسة انتخاب الرئيس، اعتبر أنه ليس أمام الرئيس لحود «إلا أن يغادر قصر بعبدا في الساعة «الصفر» من صباح 24 تشرين الثاني.
واعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أنه ليس من حق نصر الله «أن يحاسب أحداً ولن يستطيع أن يحاسب أحداً وهو الذي يعرف تماماً من هم اللصوص الذين سرقوا الدولة في عهد الوصاية».
في المقابل وصف وزير العمل المستقيل طراد حمادة، في حديث الى إذاعة «صوت لبنان»، خطاب نصر الله بـ«المتماسك، ولعله من خطبه المفصلية الأساسية في هذه المرحلة»، واعتبر أن «الآخرين لا يريدون حقيقة الوفاق الوطني، لذلك تتم قراءته بطريقة ليست خاطئة، بل أكثر من ذلك، وهم يقرأون ما يريدون ثم يعكسوه على الخطاب»، موضحاً أن «الوفاق، وفق كلام السيد نصر الله، هو ضرورة لبنانية ملحة».
بدوره رأى النائب مروان فارس أن الخطاب تضمّن رسائل موجهة مباشرة الى الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بالتسمية، «ما يعني أن المعركة، وإن كانت مع الولايات المتحدة الأميركية، فهي معركة رابحة للمقاومة ولحلفائها في لبنان». أما على الصعيد الداخلي فإن «الخطاب موجّه إلى من يريد أن يفهم، ومن لا يريد أن يفهم يتحمل مسؤولية عدم الفهم، فالدفاع عن لبنان من مسؤولية المقاومة لأن السلطة التي وضعت الجيش في الجنوب اللبناني لم تقدم له لا الدعم ولا العتاد، وكأنها بذلك تريد أن تتركه لمصيره بوجه إسرائيل». ورأى أن الخطاب تاريخي، ولأنه كذلك «ثارت جماعة 14 آذار، فهم لن يصمتوا لأنهم استمعوا جيداً الى من يستطيع أن يكشف عن حقيقة كونهم «قتلة ولصوصاً».
أما رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي فقد اعتبر «أن الأجواء المفتعلة التي أعقبت خطاب السيد نصر الله لا تبشّر سوى بمزيد من التلطّي تارة والتنطح تارة أخرى لنسف أي حوار من أجل التوصل إلى التوافق المنشود حول رئيس للجمهورية».وأشاد النائب السابق وجيه البعريني بخطاب نصر الله، معتبراً أنه «وضع النقاط على الحروف».
وشدد المسؤول الإعلامي في تيار «المردة» سليمان فرنجية على أن المسلمات التي طرحها نصر الله «من حماية سلاح المقاومة الى ضرورة انتخاب رئيس توافقي هي أمور ليست بجديدة بالنسبة إلى المعارضة، ولكن تأكيد السيد نصر الله عليها من جديد هو تأكيد أن لا وفاق على حساب هذه المسلمات».
وأعلن ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان أن خطاب السيد نصر الله ترك ارتياحاً كبيراً عند أبناء المخيمات الفلسطينية، بتأكيده «أن لا اشتباك بين هذه المخيمات والجوار اللبناني»، ودعا حمدان الى «تحييد المخيمات الفلسطينية عن الشأن الداخلي اللبناني».
(وطنية، أخبار لبنان، ا ف ب)