انضم رئيس «كتلة المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري إلى مهاجمي خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، مشيراً إلى أنه «انقض على المبادرة التي كنا نقوم بها مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومحاولتنا مع البطريرك (الماروني نصر الله) صفير، إضافة إلى المبادرة الفرنسية»، وأنه كان لكلامه «صدى سيئ في لبنان»، مردفاً: «لا أفهم لماذا التهجم أو الانقضاض على الحل لمشكلة الرئاسة في لبنان، وخصوصاً في ظل وجود المبادرة الفرنسية والنيات اللبنانية الحسنة لحل المشكلة». وذكر أن فرنسا «تتفهم جيداً أن هذا الخطاب لا يساعد على الحل».وقال في مقابلة مع القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي، إنه لا يزال هناك أمل في التوصل إلى توافق على رئيس جديد «وخصوصاً من جهة قوى 14 آذار، فنحن لا نزال نريد التوافق وإيجاد حل للمشكلة، لكننا عندما نرى فريقاً سياسياً لبنانياً كـ«حزب الله» يطلق مثل هذه التصريحات لا نشعر بالارتياح». واتهم النظام السوري بأنه «يهاجم فرنسا في الوقت الذي يقول فيه إنه يريد أن يؤدي دوراً إيجابياً»، قائلاً إن هذا النظام هو «من يستطيع إفشال المبادرة الفرنسية ووضع حد لها»، واضعاً «التهجمات السورية» وخطاب نصر الله وكلام الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة أحمد جبريل، في هذا الإطار.
وفي لقاء مع «راديو فرنسا» الدولي، رأى الحريري أن الأمور تطورت بين زيارتي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، لافتاً إلى أنه في زيارته الأولى «لم يكن هناك حوار بين اللبنانيين، وكان الانقسام حاداً»، بينما اليوم «ألتقي الرئيس بري بشكل مستمر، وهناك المبادرة الفرنسية لإيجاد حل للانتخابات الرئاسية». وقال إن الرئيس الفرنسي «ملتزم إيجاد حل للأزمة»، وإن زيارات كوشنير «طالما أدت إلى نتائج إيجابية».
وأضاف أن فرنسا «تؤدي دوراً لمنع أية تدخلات في الاستحقاق الرئاسي»، مشيراً إلى أن «هناك احتمالاً كبيراً لانتخاب رئيس توافقي، وهذا ما نريده في 14 آذار، وخصوصاً إذا مورست الضغوط على الآخرين من أجل التوصل إلى هذا التفاهم». وكرّر اتهامه لسوريا بأنها «هي التي تدفع» حلفاءها للتهجم «على المبادرة الفرنسية وعلى كل الحلول»، و«تطلب منهم تعطيلها».
ونفى التعويل «على الدعم الخارجي أكثر من الداخلي»، قائلاً إن بري «يحاول تمرير الانتخابات الرئاسية بنية طيبة، لكن هناك ضغوطاً سورية تمارس على أصدقائنا في لبنان». ورأى أن «المعجزة» التي يمكن أن تحصل «ستكون في انتخاب رئيس لبناني في البرلمان، تختاره قوى الغالبية بالاتفاق مع المعارضة»، مكرراً المطالبة برئيس «يتمتع بروح 14 آذار، يؤمن باستقلال لبنان وسيادته وحريته، ويرفض الهيمنة الخارجية، ولا يقبل بأن يكون هذا البلد ساحة لتنفيذ المصالح الإيرانية أو الأميركية أو أي بلد آخر».
ورداً على سؤال عن الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، قال: «أعتقد أنه يجب إعطاء الفرصة للحوار والتوافق والتفاوض بنية حسنة. نحن لا نلعب لعبة مزدوجة كما يفعل النظام السوري» الذي «يسمح لإرهابي مثل أحمد جبريل بتهديد وترويع اللبنانيين من خلال حرب قد تندلع في مخيم برج البراجنة».
وختم أن «المعارضة غير قادرة على تأليف حكومة ثانية رغم التهديدات التي تطلقها. هم يتكلمون كثيراً، لكن نحن لسنا فقط أكثرية برلمانية، بل أكثرية شعبية أيضاً، داخل لبنان وخارجه، إنهم يحاولون التلاعب لأن لديهم السلاح من سوريا وإيران ويهددون به. نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ولكن هل سينفذون تهديداتهم؟ نحن لسنا جمعية خيرية بل نمثل اكثرية الشعب، وسنقوم بكل ما بوسعنا لمنع أي تهديد للاستقرار، بمساعدة أصدقائنا، وخصوصاً الفرنسيين».
(وطنية)