أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بقاءه على تفاؤله الذي ازداد بأن البطريرك الماروني نصر الله صفير «أصبح شريكاً»، وحدّد آلية التوافق بـ: سيرسل لنا البطريرك أسماء توافقية، ونجتمع أنا وسعد الحريري لنحاول أن نتفق على اسم توافقي أو اسمين أو ثلاثة، عندئذ ننزل إلى المجلس النيابي يدا واحدة وصفّاً واحداً في هذا الموضوع، لا كما يقال، نأخذ اللائحة على طريقة «خذها أو اتركها» ونذهب بها إلى المجلس النيابي. لا، ليس هذا هو الأمر»، موضحاً أنه «في حال الاتفاق على مرشحين ننزل بالاسمين إلى المجلس ومن يربح يربح».وعزا في حديث مع إذاعة «مونتي كارلو الدولية»، تفاؤله، إلى سبب مبدئي «هو أنني لا يمكن أن أتصور أن هذا اللبناني الذي كوّن أمبراطورية في العالم لا تغيب عنها الشمس، يصل به الغباء إلى أن يدمر بلده، وعلى ماذا؟ انطلاقاً من مخالفات دستورية بينما المعالجة هي أرخص بكثير، لا بل أربح بكثير لمصلحة لبنان واللبنانيين».
وأضاف أسباباً أخرى منها تخلّيه باسم المعارضة عن مطلب حكومة الوحدة الوطنية وقوله للموالاة: «لا أريد حكومة الآن، يكفيني أنّكم قلتم إنكم بعد رئاسة الجمهورية ستقوم حكومة وحدة وطنية مع الثلث الضامن. وتعالوا لنتفق على رئيس جمهورية ولا سيما أته لا شرط على الإطلاق سوى تطبيق القانون وتطبيق الدستور. وبعد ذلك، سمعت كلاماً من الأكثرية وخصوصاً من رئيسها النائب سعد الحريري الذي قال في بداية شهر رمضان انه يريد الانتخابات بإجماع أو شبه إجماع. الإجماع وشبه الإجماع أكثر من الثلثين، فلذلك بدأت بحوار معه».
وأسِف لأن الحريري «نقض كلامه الأول» في حديث مع وسيلة إعلامية فرنسية ذكر فيه أنه «بحث في موضوع النصف زائداً واحداً، وأيّد ذلك»، معتبراً «هذا الكلام، يزيد في غالبية الشعب اللبناني التي تنتمي الآن إلى حزب واحد هو حزب كاظمي الغيظ من التصريحات هنا وهناك ويريدون حلًّا في لبنان، بدليل أن المبادرة التي تقدمت بها شخصياً لم تحظ فقط بقبول العالم الكاثوليكي والعالم الأوروبي كله، 27 دولة، وبتوافق كل العرب من دون استثناء، بل حظيت أيضاً بـ 80,6% على الأقل من كل الشعب اللبناني».
وردّ على منتقدي تسليم ملف المرشحين للرئاسة إلى صفير، قائلًا: «صاحب الدار أدرى بالذي به، هذا أمر لا يتنافى مع الديموقراطية، كفى إعطاؤنا الدروس بالديموقراطية، لقد تعلّمنا دروساً كثيرة، مرّ في لبنان 11 انتخاب رئيس جمهورية 10 منها كانت بالتوافق على اسم واحد بشكل او بآخر، ودائماً باتصالات ومشاورات بين اللبنانيين، وأحياناً لا بل غالباً مع خارج لبنان. مرة واحدة كان هناك توافق على أن تكون هناك معركة بين مرشحين وحضر 99 نائباً».
وقال إن تدخّل صفير جاء قبل المبادرة الفرنسية التي «أتت لتضع أسلوباً أو خريطة طريق لوضع يده على هذا الموضوع»، مشيراً إلى أن «البطريرك قبل أن يقدم على هذا الأمر، أراد ضمانة بأن لا يحصل معه ما حصل عام 1988 وأن يعطي اسماء يتم تجاوزها. لذلك أصدرنا بياناً باسمي وباسم الاخ سعد الحريري أننا نلتزم ما يصدر من أسماء للبحث».
وعن قول الحريري إنه يريد التوافق على مرشح من 14 آذار أو قريب جداً منها، قال: «له الحق بتمنياته هذه، ولي الحق أيضاً بتمنياتي أن يكون الفائز مرشح المعارضة الذي هو حتى الآن واحد، العماد ميشال عون»، لكن ما «ليس له حق فيه هو الكلام الذي صدر عنه بالعودة إلى النصف زائداً واحداً»، مشيراً إلى أن «شرط التوافق معه وبداية الحديث كان الإقلاع عن هذه الفكرة التي هي ضد الدستور وتؤدي الى تدمير لبنان».
وعن دور سوريا، قال: «الذي أعلمه والذي قرأته والذي سمعته حتى من الفرنسيين ومن الوفود الاخرى التي تزورني، أن السوريين يدعمون المبادرة الفرنسية، ويريدون رئيساً توافقياً في لبنان. وسمعت أيضاً موجزاً لزيارة الأمين العام للرئاسة الفرنسية ولقائه مع الرئيس الاسد، وأجواء السوريين وفقاً لمعلوماتي إيجابية، عكس ما ورد في بعض الصحف (امس) إلا إذا كان هناك شيء آخر أنا لا أعلمه».
وكرّر القول إن موضوع الرئاسة «هو بداية المفتاح لحل الأزمة في لبنان أولًا، وثانياً أعتقد أن كثيراً من الأزمات في المنطقة في حاجة الى هذا الحل»، متوقعاً مثلًا تأجيل مؤتمر «أنابوليس» اذا لم تحصل انتخابات الرئاسة في لبنان، إضافة الى تأثيرات ذلك على "محاولة ايجاد صراعات في المنطقة".
وذكّر بحديث صحافي له أخيراً قال فيه «أرى أن المسلمين في لبنان يصغون إلى غبطة البطريرك أكثر من المسيحيين. والمسيحيون يصغون الى غبطته أكثر من الموارنة، والموارنة يصغون الى غبطته اكثر من المرشحين للرئاسة، وبالتالي كان بعض هؤلاء فعلَا كالعرب قبل الإسلام، يضعون آلهة من تمر يأكلونها حين يجوعون، هذا ما يحاولون ان يفعلوه الآن مع بكركي، هذا الامر ليس مزايدة. سمعت شخصا يقول متى كان نبيه بري حريصا على المسيحيين؟ أنا طول عمري حريص على المسيحيين، لكني اصبحت حريصاً أكثر عندما خفت عليهم منه».
وهاجم «بعض الذين يخيلون لهم عن بعد أنهم قد يكونون مرشحين للرئاسة، وانا اعرف دورهم تماما كيف كانوا عرابي اسرائيل في الامن وفي غير الامن عام 1982، وهم يعرفون أدوارهم، أنا اعجب من هذه الهجمة وهذا الحرص على بكركي، الاّ تسمي أو تشترك أو..»، مضيفا أنها سمّت وتدخلت «لأنّكم لم تتفقوا». واستغرب "أن هناك أناساً تقطن في باريس وتهاجم المبادرة الفرنسية".
الى ذلك استقبل بري القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران. وتلقى اتصالا من النائب وليد جنبلاط أكّد فيه ان «الوحدة الوطنية والحوار هما فوق كل اعتبار».