أكد البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، في عظة قداس الأحد في بكركي، أن «العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد هو ضرورة لا يمكن تجاهلها. ويجب أن يكون هناك تفاهم بينهم، وخاصة عندما يتعلق الأمر بانتخاب رئيس للجمهورية. وبقدر ما يتم الإجماع أو شبه الإجماع عليه، تسهل مهمة هذا الرئيس، ويستطيع إذ ذاك أن يستقطب جميع أبناء البلد الواحد، ويسير بهم إلى ما يضمن أمن البلد واستقراره وازدهاره».وأعرب صفير عن يقينه بأن «نواب الأمة يعرفون ما عليهم من واجب في هذا الظرف العصيب، وسيقومون به، على الرغم من جميع العوائق، ولا شك في أن التاريخ سيسجّل لكل منهم، ولكل مسؤول في لبنان، مواقفه في مثل هذه الظروف المصيرية. فعسى أن يعي كل منهم مسؤوليته، ويتصرف بمقتضى ضميره الوطني».
وبعد القداس، التقى صفير الرئيس سليم الحص الذي أعلن مباركته مبادرة البطريرك بتقديم «بعض الأسماء برسم التوافق في الانتخابات الرئاسية، لأن الأنظار كلها كانت شاخصة نحوه للقيام بمثل هذه الخطوة، فقام بها وقام بواجبه». وقال: «الكرة الآن في ملعب النواب الذين عليهم أن يتفقوا على مرشح توافقي معين، وبالطبع الأنظار شاخصة الآن نحو المتحاورين باسم الأكثرية والمعارضة، أي الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، عسى ولعل أن يتم الاتفاق بينهما على اسم يجمع عليه مجلس النواب».
ورداً على سؤال، رأى أنه «حتى هذه اللحظة، فإن التوافق ليس قائماً، ولكن هناك احتمالاً حقيقياً للتوافق»، مشيراً إلى أن «الأمر يتوقف على الحوار الدائر بين الرئيس بري والنائب الحريري أولاً، ثم على المجلس النيابي». ورأى أن العام 1988 كان «درساً يجب أن لا يتكرر».
واستقبل البطريرك صفير الوزير السابق فريد الخازن الذي أيّد «الدور الذي قام به البطريرك، وهو قام بواجبه الوطني وفق ضميره، وانتقلت الكرة من ملعب بكركي إلى ملعب الرئيس بري والنائب الحريري».
أضاف: «نحن نتمنى أن يشمل الوفاق تأييداً أوسع من عدد من القوى السياسية الوطنية والفرقاء، بمن فيهم العماد ميشال عون، لأننا لا نستطيع التحمل كمسيحيين أن يبقى فريقاً أساسياً منا في المعارضة في العهد الجديد، بعيداً عن المشاركة الفعلية في صناعة القرار في السلطة، ولا سيما أن تجربة إبعادنا عن صناعة القرار الوطني كلّفتنا ثمناً باهظاً جداً على الصعيد المسيحي منذ 15 سنة حتى اليوم».