strong>ليال حداد
«يتحضّرون لحماية مناطقهم»، «يستعدّون لتحرّك واسع»، وشائعات عدة سرت أمس كالنار في الهشيم في الجامعات بعد تغيّب عدد كبير من طلاب القوات اللبنانية عن الحضور. وقد ساد التوتر المشهد الجامعي، وتساءل الطلاب عن سبب الغياب المفاجئ للقواتيين، ولا سيما في ظل عدم امتلاك رئاسة مصلحة طلاب «القوات» أيّ معطيات عن الواقع على الأرض وبما عمّمته وعملت عليه بعض الخلايا القواتية في الفروع الثانية.
«أقفل طلاب القوات الهيئة الطالبية، سلّموا المفاتيح إلى مدير الكلية، ورحلوا». هذا ما تناقله أمس طلاب كلية الإعلام والتوثيق ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية. فباب الهيئة كان موصداً فعلاً على غير عادة، والأجواء التي شهدتها الكليّة مع بداية الأسبوع أشاعت جواً من القلق.
وفي هذا الإطار، يشرح رئيس الهيئة مروان جرجورة سبب الإقفال: «تلقينا أوامر من قيادة القوات اللبنانية تدعونا إلى إقفال الهيئات الطلابية التي نرأسها لأسباب سريّة». يتردّد جرجورة مراراً قبل أن يفصح عن سبب الخوف: «نحن مهدّدون».
تضحك مندوبة التيار الوطني الحر في الكلية باميلا بدر لدى سماعها السبب فتقول: «الشعب اللبناني كلّه مهدّد، أنا مهدّدة، وكل الطلاب مهدّدون، ومع ذلك ما زلنا في الكليّة نتابع الدروس». تردّد بدر العبارات التي تناقلها مناصرو القوات اللبنانية في الكلية «كانوا يقولون إنّهم سيقفلون الهيئة لأنهم خائفون من أن ينزل مناصرو حزب الله ويقطعوا الطرقات». تتوقّف بدر عن الكلام لتدعو خلية التيار في الكليّة إلى اجتماع لتأكيد ثوابت التيار: «لا مشاركة في أي حرب أهلية والجيش اللبناني يحمي الجميع».
من جهة أخرى، تشير إحدى الطالبات إلى «أنّني تلقيت رسالة هاتفية قصيرة تطلب منّي عدم المجيء إلى الجامعة لأن الأجواء متوترة والوضع الأمني سيّء، فأتيت فقط لأعرف ما إذا كان الأمر صحيحاً، لكنّه لم يكن كذلك، ولا أدري ما هو الهدف من وراء هذه الرسالة».
من جهته، بدا مدير الكليّة الدكتور أنطوان متّى مرتاحاً للأجواء، «الوضع طبيعي جداً، والدروس مستمرّة». لا ينفي متّى تغيّب عدد من الطلاب، فـ«بعض الأهالي يخافون من إرسال أولادهم إلى الكليّة في ظلّ هذه الأجواء».
ولكن ماذا عن بقية الكليات التي ترأسها القوات؟ في كلية الحقوق والعلوم السياسة، بدت الأجواء طبيعية. وتغيّب رئيس الهيئة لأسباب عائلية فيما تغيّب رئيس الخلية جان بادوغوليان عن الحضور لأسباب صحية، وأكّد نائب رئيس الهيئة طوني نون أن أبواب الهيئة الطلابية بقيت مفتوحة.
وفي كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال لم يكن الجو مختلفاً، حيث قال أحد الناشطين في القوات هيثم قيقانو إن الأمور تجري على ما يرام. أمّا رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية دانيال سبيرو، فنفى أن تكون لديه أيّ معطيات عن إقفال الهيئات الطلابية.
في هذه الأثناء، نقلت أوساط طلابية في التيار الوطني الحرّ ما أشيع في أوساط طلاب القوات اللبنانية «عن إقفال أبواب الهيئة في الإعلام والحقوق، وأنّ اليوم (أمس) هو آخر يوم جامعي، في انتظار تبلور الأوضاع السياسية وانتهاء الاستحقاق الرئاسي».
في المقابل، حضر طلاب القوات إلى الجامعات الخاصة وتابعوا مقرراتهم بشكل طبيعي، بحسب ما أفاد مندوبو القوات في هذه الجامعات.