strong>رغم التوتر السياسي الذي تعيشه البلاد، وخوف المواطنين من انعكاسه على الوضع الأمني، لم يسجّل نهار أمس أي خرق أمني يذكر على الأراضي اللبنانية التي شهدت انتشاراً يكاد يكون غير مسبوق للجيش وقوى الأمن
كانت بيروت أمس أشبه بمدينة تعيش في ظل حالة طوارئ. قوى الأمن الداخلي والجيش في كل مكان. دوريات تجوب الشوارع بين الحين والآخر، والسيارات المدنية قليلة نسبة إلى يوم جمعة في غير أسبوع الاستحقاق، ربما تأثّراً بالشائعة التي سرت طوال يوم أمس عن فرض حظر التجوال.
فوج المغاوير منتشر عند مدخل شارع القنطاري، وفوج التدخل محيط بوزارة الداخلية وسط انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن الداخلي. وفيما كانت الأنظار متجهة إلى داخل مجلس النواب، كان الجيش محيطاً بمداخل ساحة النجمة، وقد أغلقها جميعاً، باستثناء المدخل الرئيسي من جهة شارع المعرض، قرب الجامع العمري. الدخول ممنوع إلا للموظفين. أما الصحافيون، فأسماء من انتدبتهم الوسائل الإعلامية كانت موجودة على لائحة يحملها أحد الضباط في شرطة المجلس.
في الشارع المقابل، كان الجيش «يطوّق» بآلياته مخيم المعارضة، ناشراً إياها على جسر فؤاد شهاب، حيث منعت السيارات من الركون على جانبيه. وفي المخيم، تغيّر الوضع بشكل ملحوظ، فعدد الشبان تزايد، وكذلك العناصر الأمنية باللباس المدني. ورغم أن أحد المسؤولين عن أمن المخيم وجد الوضع «عادياً جداً، وليس هناك أي تغيير»، إلا أن أحد مسؤولي أمن المخيم لم يخفِ خشيته من حدوث شيء مريب، قائلاً إن «الوضع هادئ جداً، هادئ لدرجة مخيفة ومثيرة للشك». أحد نزلاء الخيم قال إن «خمسين شاباً جديداً سينضمون اليوم (أمس) إلى سكان ساحتي رياض الصلح والشهداء». وأضاف: «عشرات العناصر ينزلون إلى مخيم الاعتصام ليلاً ويرحلون في الصباح». وعما إذا كان مطمئناً لإجراءات الحماية، قال: «نحن هنا محميون بشكل جيد، ليس فقط بعناصرنا الأمنية، فالجيش يحيط بالمخيم، وهذا مطمئن».
ورأى مسؤول عن الأمن داخل المخيم أن العلاقة مع أفراد الجيش «جيدة جداً»، قائلاً: «إن عناصر قوى الأمن الداخلي تخضع هنا لسلطة الجيش، ويمنع دخول قوى الأمن إلى المخيم». وبسؤاله عن السبب، أجاب المسؤول: «ليس لديهم أي عمل هنا، ثم إن هذا الأمر يعود للجيش».
من جهتهم، لم يخف بعض عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش الموجودين منذ الرابعة من فجر أمس استياءهم الشديد من الوضع السياسي وتذمرهم لأنهم محجوزون منذ نهار الاثنين، «ومن الأربعة الصبح ناطرين هون».
وفي البقاع، نقل مندوب «الأخبار» نقولا أبو رجيلي، أن المنطقة شهدت طوال يوم أمس حركة سير خفيفة على الطرقات الرئيسية في ظل انتشار أمني كثيف لقوى الأمن في زحلة وعلى الطريق الدولية من شتورة إلى سعدنايل، واتخذت القوى الأمنية إجراءات أمنية استثنائية في محيط المؤسسات الرسمية (مصرف لبنان ـــــ سرايا زحلة ـــــ قصر العدل).
كما أطلق الجيش عدداً من الدوريات التي جابت مناطق البقاع، ولا سيما تلك المعروفة بتنوعها السياسي، في وقت نشطت فيه الحواجز التي دققت في هويات ركاب السيارات والتفتيش.
ورغم عدم تسجيل أي حادث أمني يذكر، علمت «الأخبار» أن مجموعات في «الموالاة» قامت بتجميع كميات من الإطارات المطاطية القديمة على مدى 3 أيام، وفي ساعات الليل، نُقِلَت إلى البقاع الأوسط.
ومن صيدا، نقل مندوب «الأخبار» خالد الغربي أن وحدات الجيش نفذت انتشاراً واسعاً في الشوارع والأحياء الشعبية والساحات العامة، في إطار خطة أمنية تحسباً لأي تطورات. ولوحظ أن الجيش كثف وجوده في نقاط وأحياء في المدينة شهدت سابقاً خلافات وتوترات بين أنصار القوى السياسية المختلفة. إضافة إلى ذلك، انتشرت عناصر من قوى الأمن الداخلي في محيط المؤسسات العامة، وعززت وجودها في محيط سرايا صيدا.
(الأخبار)