strong>ليال حداد
«ما هي نسبة نجاح التوافق على رئاسة الجمهورية في لبنان؟»، الجواب عن السؤال نجده عند طلاب مادة الإحصاء في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST): «بُكرا مِس هبة بتعطينا اياه مشروع تطبيقي للمادة ومنعرف الجواب». فرئيسة قسم الرياضيات في الجامعة الدكتورة هبة عثمان وجدت في التفاعل والتطبيق الطريقة الأجدى لتقريب المادة من الطلاب.
«ما زلت لا أحب المادة، ولكنها لم تعد كابوساً كما كانت أيام المدرسة»، يضحك الطالب في إدارة الأعمال رالف منير ورفاقه على التعليق، فالأمر صحيح بالنسبة إلى الجميع: «مادة الإحصاء أصبحت أكثر تسلية وواقعية».
ترغّب الجامعة الطلاب بدراسة المواد «الناشفة» كما هي الحال مع مادة الرياضيات وما يتعلق بها، ولا سيما الإحصاء. طريقة التدريس غير تقليدية، تقول الطالبة فرح بولس «وأصبحت أفهم ما هي فائدة الإحصاء في حياتنا اليومية».
أما الطريقة التي جعلت من المادة قريبة من الطلاب، فهي اختيار مشاريع تطبيقية قريبة من حياتهم. تشرح عثمان نجاح هذه الطريقة في جذب الطلاب: «نحن نعلم أن عدد الطلاب الذين لا يحبون الإحصاء كبير، من هنا كانت فكرتنا لجعل الصفوف أكثر تفاعلاً. حين يبدأ الفصل نعطي الطالب نظريات المادة، ونبدأ بتحضيره للمشروع التطبيقي المرتبط بأمور يراها في حياته اليومية».
الحضارات حول العالم، الأمان في قيادة السيارات، الفقر... كلها موضوعات عمل عليها الطلاب ليفهموا فائدة مادة الإحصاء. تفصّل عثمان كل مشروع على حدة لتظهر مدى تجاوب الطلاب: «منذ ثلاثة فصول انتقينا مشروع الحضارات حول العالم، وكان لبنان وقتها يستعد لاستقبال مؤتمر حوار الحضارات، فأخذت كل مجموعة من الطلاب حضارة بلد معيّن وعملت على جمع إحصاءات عامة ترتبط به»، تتوقّف عثمان عن الكلام لتحضر صورة تظهر النشاط النهائي للفصل، «توّجنا نهاية الفصل بدعوة السفير البلغاري إلى الجامعة، فحضر ومعه عدد من البلغاريات اللواتي ارتدين ثيابهن التقليدية وعرّفن الطلاب ببلغاريا، فيما قام طلاب إدارة الفنادق بتحضير الطعام البلغاري».
غير أن النشاط الأبرز كان الفقر في العالم، حيث عمل الطلاب على معدلات الفقر في دول العالم، إضافة إلى البحث عن معدّل الأجور في لبنان. وقد استغرق الموضوع الفصل الصيفي كلّه وانتهى بيوم الفقر العالمي. الأمر لم يقتصر على الاستفادة من الموضوع في الحصص الدراسية «فثلاثة طلاب من صف الإحصاء أكملوا العمل مع منظمات عالمية غير حكومية تُعنى بشؤون الفقراء حول العالم»، تقول عثمان، التي استفاد طلابها مرتين من المشروع.
لا تنسى الطالبة سارا عبد الله الفصل المخصّص للفقر حول العالم: «لقد اكتشفت أموراً أذهلتني، فهناك أشخاص يتقاضون أقل من دولار واحد في اليوم، فيما كنت أجد نفسي فقيرة لأني آتي إلى جامعتي الخاصة بوسائل النقل العمومية».
لا تنفي عثمان أن الطريقة التفاعلية تنجح مع 70 في المئة من الطلاب، لكن هناك 30 بالمئة لا يهتمون بالمادة «مهما حاولنا». هذا هو وضع إيلي الحاج الذي تخرّج العام الماضي من الجامعة «لم أفهم ما فائدة المادة، الطريقة التفاعلية جيّدة، لكنها لا تنجح مع الجميع». ويقول: «ما زلت حتى الآن أكره الأرقام».