وفاء عواد
هل أنّ ما أشيع وأذيع عن وجود خلاف يظلّل علاقة رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط برئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع هو مجرّد «إشاعات مغرضة»؟ وما مدى صحّة المعلومات التي أشارت إلى صراخ اخترق جدران فندق «فينيسيا» ليصل إلى أسماع الصحافيين، أثناء اللقاء الذي جمع الموالين الأسبوع الفائت؟
في إطار الإجابة على هذين السؤالين، ينفي النائب القوّاتي أنطوان زهرا وجود أي تأثير للشائعات في العلاقة، «المتماسكة أكثر من أي وقت مضى»، التي تجمع الرجلين، مشيراً إلى أن نقطة الخلاف الوحيدة بينهما تمحورت حول تقويمهما لمدى الخطر المتأتّي من المرحلة الحالية. فـ«جنبلاط توجّس من إمكان اندلاع حرب أهلية لحساب المحور السوري ـــــ الإيراني»، إضافة إلى تخوّفه من إمكان «أن يدفّع المجتمع الدولي لبنان ثمن أنابوليس، كما دفّعه ثمن كامب ديفيد»، فيما جعجع «لا يرى إمكاناً لوجود أي حرب أهلية». وللدلالة على «عدم وجود خلاف بين الاثنين»، يرفق زهرا كلامه بالقول: «عند إعداد البيان الختامي، كانت الوقفات الثنائية بينهما كافية للإجابة على كل التساؤلات».
وبعيداً عن الهموم الداخلية، وفيما الفراغ يغرِق سدّة الرئاسة بصمته لمدّة قد تطول... وفيما لم تمضِ ساعات على حلقات الدبكة التي حفلت بالطبل والزمر احتفاءً بخروج الرئيس السابق إميل لحود من قصر بعبدا... لا يتردّد النائب زهرا في وضع ما جرى في خانة «المكسب» للمعارضة، إذ إنها «حقّقت هدفها الأول بتعطيل الانتخابات الرئاسية».
وبعيداً عن حسابات الربح والخسارة، والتي دخلت على ما يبدو في لعبة الجدل القائم في أكثر من اتجاه بين المعارضة والموالاة، يُعرب زهرا عن أمله في «عودة المعارضة إلى الأصول اللبنانية»، مرفقاً بسؤال: «ترى، هل سيجد المعارضون في تعطيل الانتخابات مكسباً يجب المحافظة عليه؟». ولكن ما باليد حيلة، فـ«لننتظر تطوّرات الأيام المقبلة».
ووفق قراءته، يرى زهرا أن الموالاة «لم تنتصر»، لأن مشروعها «أصيب بانتكاسة، إذ لم تستطع انتخاب رئيس خلال المهلة الدستورية، كما وعدت جمهورها». ولا يجد في انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية إلى الحكومة مجتمعة إلا تلافياً للفراغ، لكن «الفراغ الرئاسي يصيب الصيغة اللبنانية في الصميم، ويعدّ تراجعاً لاتفاق الطائف ودستور البلاد». و«من دون ادّعاء»، وبناءً على رصده لردود فعل اللبنانيين، يصرّ على وصف جمهور 14 آذار بأنه «لا يتطلّع إلى نصر فئوي»، لكنه حالياً «محبَط، ومتمسّك بأهداف 14 آذار».
ومن بوّابة استذكاره للكلمة التي ألقاها النائب إيلي كيروز في مجلس النواب، والذي «استشعر هول الفراغ في سدّة الرئاسة، إضافة إلى دور كتلة التغيير والإصلاح في تعطيل الاستحقاق الرئاسي»، استبق اللقاءات التي ستشهدها الرابية اليوم بـ«الأسف»، لكون النائب ميشال عون «ما زال يحاول تقديم نفسه مرجعاً ومركزاً ومخلّصاً»، في حين «كان يجب عليه أن يلبّي مبادرة بكركي من دون شروط»، مشدّداً على أهمية التشاور، «لكن في مكان آخر».
«الأجواء مش منيحة»، بهذه العبارة يختم النائب زهرا كلامه، متوقّعاً أن يكون الإرجاء مصير جلسة 30 الجاري، إذ «لا ظروف تساعد على إجراء الانتخابات». أما إلى متى، فيكتفي بالقول: «لن أبصّر في الفنجان».