ثائر غندور
مَن يجل في أوساط شباب المعارضة فلا بد أن يلمس حالةً من التململ. يبحث أحد هؤلاء الشباب المعارضين في قاموسه ليجد كلمة أخرى غير «محبط». لا يلبث أن يجد تبريرات لتراجع المعارضة في اللحظة الأخيرة عن القيام بما وعدت به جمهورها. يقول إن الجمهور يستطيع أن ينتقد، لكن إذا ما وضع نفسه مكان قيادته انتبه إلى الأخطار التي تحيط بأي ردة فعل.
يعدد شباب المعارضة المحطات التي اجتاح فيها الشارع ملبياً نداء قادته، «لكن المعارضة سلّمت رأسنا لحكومة غير شرعية» حسب ما يقول أحد الشبان. أمّا على الصعيد السياسي، فما زال هناك بعض المعارضين الذين يصرّون على أن فريقهم «لم يُهزم في المنازلة السياسية الأخيرة». لكن هناك مَن يقرأ الأمور كما هي. فالمسؤولة الإعلامية في تيار المردة فيرا يمّين تعترف بهذا الفشل، وتعتبره إخفاقاً للمعارضة بكل أطرافها، ولا تُحمّل المسؤولية لطرف دون غيره، «لأنه لا خلافات بين أطراف المعارضة». وهي ترى أن المسؤولية تقع على الأطراف كافة، لا على طرف دون الآخر.
في المقابل، يرفض عضو قيادة جبهة العمل الإسلامي الشيخ بلال شعبان أن يضع ما حصل في خانة إخفاق المعارضة، ويرى أن عملية التفاوض مستمرة، والمعارضة لم تقم بأي خطوات لأن الطرف الآخر حاول جرّها إلى اقتتال داخلي. ويضيف أن التركيبة الطائفية اللبنانية مسؤولة عن عدم قدرة المعارضة على الوفاء بوعودها لجمهورها بعدم السماح لحكومة السنيورة بتسلّم السلطة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. ويعتقد بأن هناك خطراً أن يقع البلد ضحية الاستقطابات المذهبية إن أقدمت المعارضة على تنفيذ وعودها. ويرى شعبان أن حالة الانتظار التي نعيشها من دون اقتتال داخلي تصبّ في مصلحة مشاريع المقاومة في الوطن العربي لأن المشروع الأميركي مهزوم.
يتفق رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو مع شعبان في الإشارة إلى فشل الأكثرية في تحقيق وعودها لجمهورها، ويعتبر أن المعارضة منعت الانتخاب بالنصف زائداً واحداً. ويرى أن البلد سيبقى في وضع انتظار بضعة أسابيع ريثما تنضج المفاوضات الداخلية والمفاوضات الإقليمية، «وفي هذه الأثناء لن تستطيع حكومة السنيورة أن تحكم». وفي هذا الإطار، يرى أن هناك مؤشرات لتسهيل بت الملفات الإقليمية ومنها لبنان. بدوره، يؤكد رئيس تيار التوحيد وئام وهّاب أن المعارضة لم تنهزم، بل انتصرت عبر منع الموالاة من انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً. ويشدد على نيّة المعارضة التحرك إذا اتخذ «السنيورة أي خطوة».
يرفض المعارضون القول إنهم بانتظار الموقف السوري في مؤتمر أنابوليس، رغم أنهم يعلّقون آمالاً على هذا المؤتمر. ويشير أحد المعارضين البارزين إلى أن قوى الأكثرية تنتظر الموقف الأميركي من التسوية. وتقول فيرا يمّين إن هناك ارتباطاً ما مع القوى الإقليمية، لكن نسبته ترتفع عند الأكثرية.
ويتفق بعض مسؤولي المعارضة على كون حالة الانتظار ستتخطى الأسبوع. وفي هذا الوقت، تراقب المعارضة كل خطوة تقوم بها الحكومة التي، كما يقول أحدهم، أمعنت في لادستوريتها ولاشرعيتها ولاميثاقيتها.