strong>عفيف دياب
لا يختلف اثنان على أن العلاقة بين الجنرال ميشال عون وتياره السياسي والشعبي من جهة، والكنيسة المارونية وسيدها البطريرك نصر الله صفير من جهة ثانية، ليست على أحسن ما يرام. فالعلاقة بين الفريقين شابها الكثير من «الإشكالات» والانتقادات المعلنة وغير المعلنة، وآخرها ما ذكره صراحة العماد عون بأن القرار السياسي المسيحي هو في «الرابية» وليس في بكركي.
التدخّل العلني والصريح للكنيسة المارونية وسيّدها في الشأن السياسي يرفضه الجنرال عون الذي «لا يحبّ كثيراً تدخّل رجال الدين في السياسة»، إضافة إلى أن قناعاته الشخصية «تحبذ فصل الدين عن الدولة، وأن يقوم كل إنسان بعمله»، على حد قول أحد المقربين من الجنرال.
وتصالُح عون مع ذاته وانتقاده للبطريرك صفير وفتح أبواب دارته في الرابية لعقد لقاءات مع قادة مسيحيين لإطلاعهم على «سياسته»، فسّرها البعض بأنها رسالة سياسية واضحة جداً أراد بعثها إلى «سيد بكركي» والقول له إن «مرجعية الموارنة السياسية هنا في الرابية، وليست في الصرح البطريركي أو في أي مكان آخر».
ولكن هل أُقفِلت أبواب الحوار بين الطرفين الذين دخلا في «أتون» المنافسة السياسية على من هو المرجع المسيحي الماروني الأول في لبنان؟ يجيب القيادي في التيار الوطني الحر آلان عون بأنه لا شيء مقفل بالمطلق، ونحن لا نقفل أبواب الحوار بوجه أحد. فعند الجنرال عون وجهة نظر في مقاربة الأزمة السياسية اللبنانية وطرق الحل، وقد تكون وجهة نظرنا مختلفة مع وجهات نظر البعض وأشكال مقاربته لحل الأزمة».
ويؤكد عون أن «مقاربة الجنرال للحل ليست موجهة إلى بكركي وسيدها ولا إلى أي شخص في الوسط المسيحي أو الوطني العام. فهناك فرق كبير بين المرجع الكنسي والشعبي ـــــ السياسي. فالجنرال يمثل المسيحيين في الدور السياسي، وهو يؤدي دور الضامن والضمير الوطني».
وعن لقاءات «الرابية» التي انطلقت أمس وما إذا كانت موجهة إلى بكركي، يؤكد عون أن هذه اللقاءات «ليست موجهة إلى أحد، فنحن في التيار نمارس دورنا الطبيعي ولا نرى تناقضاً في المشاورات التي يجريها الجنرال وبين تلك التي يجريها صفير. فالمشاورات ستتم أيضاً مع رجال دين، ونحن لا ننافس البطريرك على الزعامة، وهو أيضاً ليس منافساً للتيار بالمعنى السياسي، فالهواجس عندنا وعنده واحدة، لأن ما يجمعنا هو لبنان وسيادته وحريته واستقلاله. فنحن متفقون على الثوابت، ولكن مختلفون في وجهات النظر».
وأكد عون أن حصيلة المشاورات التي بدأ بها ميشال عون بهدف الخروج من أزمة فراغ رئاسة الجمهورية «قد نضع البطريرك صفير في حصيلتها ونتائجها».
وعن إمكان اللقاء مجدداً بين الجنرال عون والنائب سعد الحريري، يقول آلان عون إن «الحوار من دون هدف لا معنى له. العماد عون تحاور مع الحريري في باريس وبيروت ولم يصلا إلى نتائج، إضافة إلى أننا تقدمنا بمبادرة للحل ورفضها النائب الحريري»، مؤكداً أنه «لا شروط عند التيار للتحاور مع الحريري، بل نريد أفكاراً جديدة، فالكرة الأن في ملعب الحريري. فالاجتماعات السابقة لم تعط نتيجة مرضية ولا يكفي فقط طرح الهواجس، بل يجب طرح مبادرات تخرج لبنان من أزمته. فنحن في التيار الوطني الحر تقدمنا بمبادرة مع أفكار للحل رفضها الطرف الآخر. واللقاء من دون أهداف لا معنى له».
ووصف عون الكلام الأخير للنائب وليد جنبلاط بأنه «يساعد كثيراً على بلورة حل وطني صرف، وعلى شركائنا في الوطن ألا يقبلوا باستمرار الوضع على ما هو عليه وإطالة أمد أزمة الفراغ في الرئاسة الأولى، لأن في الأمر ما يهدد لبنان ووحدته والعيش
المشترك».
وعن الخطوات المقبلة لمواجهة «الفراغ» الرئاسي وما إذا كان «الاعتصام» المفتوح في ساحة رياض الصلح سيتطور عشية سنويته الأولى، قال عون إن «الاعتصام أُكرِهنا وأُجبرنا عليه، وأي خطوة سنقوم بها ستتقرر في سياق تحركنا لرفض الأمر الواقع والفراغ في الرئاسة
الأولى».