strong> كمال شعيتو
أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان يوم أمس، برئاسة القاضي جان بصيبص الحكم النهائي في قضية قتل بسام حبشي، الذي اكتُشفت جثته المحروقة بتاريخ 23ـ1ـ1993 في محلة الدورة. وقضى الحكم الغيابي بإعدام كل من إدوار إبراهيم، محمد مصطفى، طوني زمرود ورينيه بغداساريان.
وأورد متن الحكم الصادر دوافع عملية القتل والإحراق. فبينما كان صاحب أحد المعامل المطلة على مكان وجود الجثة يقف على سطح معمله، لاحظ انبعاث دخان كثيف من المكان. ولدى محاولته استجلاء الأمر، رأى الجثة، فأبلغ القوى الأمنية التي حضرت على الفور، ووجدت إلى جانب الجثة المحروقة شهادة عمادة باسم بسام شهيد حبشي. الطبيب الشرعي بدوره، قدّم تقريراً يفيد بأن الوفاة حصلت لأقل من 24 ساعة، مشيراً إلى وجود كسور في الساعدين واليدين اللتين كانتا مقيّدتين، وأن المغدور تعرّض للعنف بأجسام صلبة، إضافة إلى وجود شظايا رصاص في الجهة اليسرى من القفص الصدري.
على الأثر نشطت التحقيقات، وشاءت الصدفة أن ترد معلومات إلى القوى الأمنية بتاريخ 1ـــــ9ـــــ1993 تفيد بأن أندريه جان معلوف قد اختفى منذ ثلاثة أشهر، فتوجه التحقيق نحو رفاق الأخير طوني زمرود، إدوار إبراهيم، ومحمد مصطفى. وبالتحقيق مع إدوار أفاد بأن محمد كان قد زوّد أندريه بحقنة هيرويين فارق على أثرها الحياة، علماً بأن محمد وإدوار استحصلا على الهيرويين والكوكايين من طوني المذكور. وأضاف إدوار أن محمد عمد إلى إخفاء جثة القتيل لكون رفاق المخدرات كانوا يتعاطون المخدّر مع أندريه لحظة وفاته.
خلال التحقيقات، تبيّن أن جورج خ. كان يتعاطى المخدرات مع المذكورين أعلاه، وفي إحدى المرات سمع إدوار «المعروف بشراسة خلقه» يقول لرفاقه: «بدنا نخلّص عليه ونعمل فيه مثل ما عملنا ببسام حبشي». وهنا بدأت تتكشف خيوط التحقيق بمقتل حبشي. ويذكر متن الحكم أن جورج بعد مدة عاد والتقى بإدوار، ففاتحه جورج مستفسراً عما قيل بخصوص حبشي، فأجابه أنه بينما كان هو، أي إدوار، ورينيه بغداساريان وشخص يدعى محسن السوري بانتظار بسام حبشي لتزويدهم بالهيرويين، حضر هذا الأخير واشترط عليهم تسديد حسابهم السابق قبل تسليمهم الكمية الجديدة، ما دفعهم إلى قتله حرقاً. كما تبين أن أحد الموقوفين في نظارة مفرزة جونيه سمع إدوار يطلب من محمد مصطفى أن يبقى على تكتّمه حيال قضية بسام حبشي. وقد وعده محمد بالإبقاء على موقفه التكتّمي «مما يثبت أن إدوار ومحمد نفذا عملية قتل بسام حبشي مع رينيه بغداساريان، كما نفذا عملية قتل أندريه معلوف بالاشتراك مع طوني زمرود».