فداء عيتاني
تطلق المعارضة تهديداتها بوجه الأكثرية. ولو صدّق رئيس الحكومة نصف ما سمعه منها، لما بقي ساعة في لبنان. ولكنّ السياسة تميل يمنة ويسرة بحسب اتّجاه مصالح الطبقة السياسيّة، ومن خلفها الطوائف المتنابذة. والأدهى أنّ السياسة اللبنانية تجرّ في مَيَلانها الجميع: الصف الثاني من السياسيّين، الإعلام، والمواطنين. فإذا كان بعض الطبقة السياسيّة عاجزاً عن صياغة البيان الوزاري، ستتمحور الحياة في البلاد ونقاشات سائقي سيارات الأجرة حول البيان نفسه، ثم ننسى الأمر، لأنّ الحياة السياسية ستقع في مصيبة أشدّ وأدهى. ولا من يحاسب، ولا من يسأل.
التهديدات التي تطلقها المعارضة منذ أيام تضع المعارضة نفسها في موقع اللاعودة. فماذا لو عادت الأمور إلى موازينها، وعاد البطريرك الماروني إلى قيادة «قطيعه»، وعاد السنّة إلى الكلام المباح مع حزب الله. وماذا لو أكمل وليد جنبلاط التفافته؟ أين ستقف أيّها الجنرال؟ وأين ستقف القوى الفلسطينيّة المتحالفة مع تيّار «المستقبل»؟
لا داعي للقلق. ففي لبنان، كلّ أزمة تجبّ ما سبقها. وبالمناسبة، أين أصبحت الوعود بمحاسبة اللصوص؟