149; عون يتوعّد بـ«لهجة ثالثة» وفيلتمان يهاجم «حزب الله» بعنف
بالرغم من اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لم يسجل أي تحرك أو اتصال يشير الى إنجاز الاستحقاق في الجلسة المقررة لهذه الغاية بعد غد الجمعة، في حين برزت مخاوف من إطالة أمد الفراغ وتكريسه أمراً واقعاً

فيما تحوّل الاهتمام اللبناني إلى مؤتمر أنابوليس وما سيسفر عنه من نتائج ومناخات سياسية في المنطقة وانعكاسها على لبنان، انحصر التحرّك الداخلي أمس بين بكركي والرابية اللتين شهدتا تدفق الوفود والشخصيات السياسية لتأكيد مرجعية هذه أو تلك مسيحياً.
وبينما نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه اعتباره «أن المهمة الرئيسية المكلف بها ما زالت هي كيفية دفع الأمور باتجاه إنتاج رئيس جديد للجمهورية وفي أسرع وقت ممكن»، أعيد تسريب اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان مرشحاً لرئاسة الجمهورية بعدما برز موقف لافت لقيادات في قوى 14 آذار أكد عدم ممانعتها تعديل الدستور إذا كان هذا الأمر يؤدّي الى الحل.

مشاورات قبل «اللهجة الثالثة»

في هذه الأثناء واصل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لليوم الثاني على التوالي مشاوراته مع الفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والاعلامية المسيحية ويستكمل مشاوراته الصباحية بلقاء مع النقابات.
وفي دردشة مع الصحافيين، قال عون: «نحن نتعامل مع المرحلة الحاضرة، لا نتحدث عن كل شيء لنترك المجال للبعض من أجل التراجع عن سياستهم التي فيها اعترافات، لكننا سوف نكشف كل الحقائق للشعب اللبناني في نهاية اللقاءات».
وعما إذا كان التحرك الشعبي ينفع قال: «الإنسان يتحدث بثلاث لهجات، الأولى ناعمة ومهذبة، وقد استعملناها على مدى سنة ولم يسمعنا أحد، أما اللهجة الثانية فسنستعملها اليوم، لنقول إن الوضع غلط وعليكم تصحيحه، وإذا كنتم لا تريدون فهناك لهجة ثالثة».
وفي المقلب الآخر كانت بكركي تشهد زحمة زوار لافتة أبرزهم وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض والنائبان بطرس حرب وهادي حبيش. وقالت معوّض بعد لقائها صفير: «إن ما يحصل في الرابية لا يسرّع انتخاب رئيس للجمهورية بل هي محاولة هزيلة لعزل البطريركية المارونية». أما حرب فقد أعلن أنه وضع ترشّحه الى رئاسة الجمهورية في تصرف البطريرك صفير ودعا المرشحين الى حذو حذوه.
وموضوع الاستحقاق الرئاسي عرضه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع النائب ميشال المر الذي أعلن بعد اللقاء أنه شجع السنيورة «على موقفه بضرورة ملء مركز رئاسة الجمهورية في أسرع ما يمكن».

14آذار وترشيح سليمان

في غضون ذلك عاد اسم العماد سليمان الى التداول بين المرشحين للرئاسة، إذ أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش أن طرح اسم قائد الجيش مجدداً على نطاق البحث بين قوى 14 آذار وبشكل مفتوح لم يحدث بعد، ولكن لا يمكن الجزم بأن هذا الطرح لن يُعتمد إذا ما حدثت أي تطورات جديدة»، فيما نوّه رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بمزايا سليمان، وقال: «ليس لدينا عليه كشخص أي إشكال ولكن كان عندنا موقف مبدئي لجهة تعديل الدستور، فيما اليوم الخيارات مطروحة من جديد والمعروف أن هناك أمراً مهماً وآخر أهم، من هنا الأهم عدم استمرار الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية». وإذ استبعد وزير الإعلام غازي العريضي حصول الانتخابات يوم الجمعة، أثار المجلس التنفيذي للرابطة المارونية المخاوف من إطالة أمد الفراغ، ورفض إثر اجتماعه أمس «أن يتحول الفراغ في سدة الرئاسة الأولى الى أمر واقع يعتاد عليه اللبنانيون، مما يشكل خللاً في الأسس التي يقوم عليها لبنان، ويدمر صيغة العيش المشترك». ورأى أنه «لا يمكن إزالة هذا الخلل إلا بالتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية».
ووسط هذه الاجواء، شنّ السفير الأميركي جيفري فيلتمان هجوماً عنيفاً على «حزب الله» محمّلاً إيّاه مسؤوليّة تعطيل الانتخابات. وقال بعد زيارته الرئيس أمين الجميّل: «ليس من باب الصدفة أن الأطراف التي اختارت أن تبقى أبواب مجلس النواب مغلقة بدل التصويت على المحكمة الخاصة، والتي تبني ميليشيا خاصة لا تخضع لسلطة الدولة، والتي تؤسس شبكة اتصالات خاصة تخدم بعضهم، هي الجهات نفسها التي تعوق قدرة مجلس النواب على ملء أعلى منصب في البلاد». وفي مقابلة مع مجلة «نيوزويك»، جدّد فيلتمان وصف «حزب الله» بالارهابي لكنه أشار الى أن دعم «حزب الله» الشعبي حقيقي ونحتاج إلى أخذه في حساباتنا». وعلّق على ما تكتبه صحيفة «الأخبار» ضاحكاً، أن أخبارها «تتضمّن لاأخبار».

توتّر وإشكال امني في طرابلس

وفي خضم الأجواء السياسية الملبّدة، شهدت مدينة طرابلس أمس إشكالاً أمنياً أدى الى سقوط قتيلين وسبعة جرحى.
وتردد أن الإشكال وقع بعدما حاول عدد من الاشخاص رفع لافتة مقابل مركز حركة التوحيد الإسلامي في أبي سمرا، وحين طلب منهم الحراس تعليقها في مكان آخر بادرهم أحد العناصر من آل حسون بإطلاق النار عليهم مباشرة، ومن ضمنهم شقيق زعيم حركة التوحيد المحامي أسامة شعبان.
وقد أدى إطلاق النار إلى مقتل نواف حيدر وعنصر من قوى الأمن يدعى راشد ياسين صادف وجوده في مكان الإشكال، وإصابة شعبان بجروح بالغة، إضافة إلى جرح كل من عماد الحسن، خضر الداية، عبد الهادي ومصطفى حسون، أحمد العلي وحسين صالح.
واتهمت حركة التوحيد في بيان «أفواج طرابلس» المقربة من تيار المستقبل بافتعال الإشكال معتبرة «أن ما حدث لم يكن إشكالاً فردياً ولا عائلياً بل هو نتيجة التعبئة والتحريض والاحتقان»، وقالت إن أحد مسؤولي الأفواج في طرابلس عبد الهادي حسون أطلق النار على عناصرها ما أدى الى إصابة أربعة منهم، مؤكدة أنه «لم يعد يمكن السكوت عما يحصل».
من جهتها، نفت «أفواج طرابلس» علاقتها بالحادث مشيرة الى أن الإشكال حصل بين مجموعات مسلحة وأفراد من إحدى العائلات مؤكدة أنها لا تغطي أي مخالفة أو ارتكاب وتترك للقوى الأمنية والشرعية والقضاء معالجة الإشكال.
وبدعوة من الجماعة الإسلامية في الشمال، عقدت القوى والحركات الإسلامية اجتماعاً طارئاً حيث استنكر المجتمعون «الاعتداء الدموي الذي حصل والذي سقط بنتيجته الشهيد نواف حيدر من حركة التوحيد الإسلامي وعدد من الجرحى الآخرين». وأصدروا بياناً رأوا فيه أنه «يُشتمّ من الإشكال رائحة السعي إلى إحداث فتنة ترفضها الساحة الإسلامية بكل أشكالها» وطالبوا «كل القوى الأمنية والسياسية المعنية مباشرة أو غير مباشرة بهذا الحادث بأن ترفع الغطاء عن أي معتد أو متسبّب بهذا الاعتداء أو الإشكال وإتاحة الفرصة أمام المؤسسات القضائية والأمنية لإحقاق الحق والاقتصاص من المذنبين».
ومساءً انسحب التوتر على بيروت، حيث شهدت منطقة الطريق الجديدة استنفاراً بين أعضاء في حركة التوحيد ومناصرين لـ«تيار المستقبل» من دون أن يسجل أي احتكاك بين الطرفين.
وفي حادث امني آخر جرح أمس شخصان أحدهما جراحه خطرة في إطلاق نار بالقرب من مستديرة شركة الكهرباء في صيدا. وأفادت مصادر أمنية أن إطلاق النار حصل عن طريق الخطأ من بندقية أحد عناصر الجيش اللبناني المنتشر في المكان.

الوضع الأمني في الكورة

وفي موضوع متصل، عقد اجتماع أول من أمس في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي ـــــ منفذية الكورة، ضم إليه قيادات من «التيار الوطني الحر» و«تيار المردة» والحزب الشيوعي اللبناني عرضوا خلاله الوضع الامني في الكورة. وأشار المجتمعون في بيان الى «أن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي أو بعض عناصره دأبت منذ فترة وآخرها ليل (أول من) أمس، على إرسال بعض السيارات المدنية التي لا تحمل لوحات ومزوّدة بكاميرات فيديو تقوم بتصوير المواطنين ومحالّهم، وهذه الحركة متلازمة مع تحرك عناصر وسيارات تابعة لـ«القوات اللبنانية» مما أحدث حالة من الذعر والخوف».