عين إبل ــ داني الأمين
ثلاثة مليارات و514 مليون ليرة لبنانية فاز بها أخيراً ابن بلدة عين إبل الجنوبية يوسف توفيق خريش باللوتو اللبناني، وهو الثاني خلال عام واحد بعد ابن بلدة رميش الذي يفوز بالجائزة الأولى لسحب اللوتو من مركز عين إبل، إذ لم يحصل في أي مركز في لبنان على الإطلاق منذ بدء سحب اللوتو أن تكون الجائزة الأولى لمرتين من المركز نفسه، وهو ما جعل حركة المبيع في المركز تشهد اكتظاظاً غير عادي، حيث إنّ غالبية أبناء منطقة بنت جبيل أصبحوا يشترون سحوباتهم من هذا المركز، رغم توافر مراكز البيع في أكثر من بلدة في القضاءوأصبحت ظاهرة شراء اللوتو تنتشر بكثرة في بلدتي رميش وعين إبل، إذ إن الكثيرين من أبناء البلدتين يراهنون كثيراً على الفوز، وأصبح بعضهم يشتري عشرات الشبكات كل أسبوع.
لم يكن الفوز بالجائزة الأولى مفاجأة كبيرة لخريش، فهو يواظب منذ أكثر من ثلاثين عاماً على سحب أوراق اليانصيب اللبناني، ومن ثم أوراق اللوتو، متوقعاً الفوز في يوم من الأيام. خريش كان موظفاً في الريجي وعمل طوال فترة وظيفته على توفير الأمان الاجتماعي لأسرته، وداوم على تعليم أولاده الخمسة ليجتازوا جميعاً مسيرتهم التعليمية بنجاح وتفوق، مستعيناً بتربية النحل وسيلةً تساعده على التخفيف من أعباء الحياة ونفقاتها المادية المكلفة التي تتجاوز دخل الوظيفة
الرسمية.
يقول خريش: «لم تعوض علي الدولة خسائري هذه، لكن الله هو من عوض علي ذلك بالفوز باللوتو، فأنا لم أنكفئ يوماً عن شراء اليانصيب واللوتو، رغم أنّ تكرار ذلك لم يجعلني أفوز سابقاً إلاّ بما من شأنه أن يرد علي ثمن بعض الأوراق التي كنت أسحبها. غير أني منذ بضع سنوات اتبعت طريقة جديدة في سحب اللوتو، وهي اختيار الأرقام ذاتها لثماني شبكات كل سحب لمدة عام كامل، على أن أقوم بتبديل هذه الأرقام في ما بينها من شبكة إلى أخرى في العام الجديد، وهكذا، إلى أن فزت بالجائزة الكبرى في اليوم الثاني بعد عيد ميلادي الثامن والستين». لم يكن سحب أوراق اللوتو المتتالي والمتعدد مكلفاً كثيراً على خريش، وخصوصاً بعد تركه عادة شرب السجائر السيئة، فقد كان يدخّن ثلاث علب من لفائف التبغ كل يوم، وهذا كان يكلفه نحو 180 ألف ليرة في الشهر الواحد، وهو مبلغ يزيد على كلفة سحب ثماني شبكات من اللوتو مرتين في الأسبوع. «لقد سحبت ورقة اللوتو الفائزة من مركز عين إبل قبل أن يقفل باب السحب بثلث ساعة، وقد وضعت الورقة في جيب بنطالي ونسيتها، ثمّ ارتديت بنطالاً آخر وذهبت لتمضية إحدى السهرات في البلدة، إلى أن جاء صديق لي وأخبرني أن الجائزة الأولى في اللوتو فاز بها أحد أبناء عين إبل حيث سُحبت الورقة الرابحة من مركز البلدة كما ذكر في التلفاز، عندها قلت لصديقي إنني أنا الفائز رغم أنني لم أعرف رقم الورقة الفائزة». لم يتأثر خريش كثيراً بالفوز كما يقول، فكان إلهامه يقول له إنه سيفوز يوماً. ويرى أن هذا المال لن يؤثر على نمط حياته، بل فقط سيساعد عائلته الكبيرة التي تحتاج إلى الدعم المادي دون فرق بين الذكر والأنثى، وسيبني لأبنائه المنازل، ولن يغير سيارتيه القديمتين، بل سيعمل على إصلاحهما من جديد وتجديد شكلهما الخارجي. كل ما يفكر به أبو عماد وزوجته هو توفير الحياة الهانئة لأولادهما.