نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد
تواصلت في الجزء الجديد من مخيم نهر البارد أمس أعمال رفع الركام والردميات من الشارع الرئيسي الممتد من مستديرة العبدة، عند المدخل الشمالي للمخيم، وصولاً إلى مسجد القدس عند تخوم المخيم القديم، إضافة إلى تنظيف بعض الطرقات والشوارع الجانبية، وإزالة المخلفات التي تركتها الحرب وراءها، والتي تحتاج إلى ما لا يقلّ عن شهرين لإنهاء المرحلة الأولى منها.
وأشار مهندسون عاملون في وكالة الأونروا لـ«الأخبار»، إلى أن هذه «الأعمال تأتي في سياق الخطة التي أعلن عنها المدير العام للأونروا في لبنان ريتشارد كوك، والتي أوضح فيها المهام الموزعة على ثلاث مراحل، التي باشرتها الوكالة الدولية بعد انتهاء الأعمال العسكرية في المخيم، مثل القيام بعمليات بحث تحت الأنقاض، وتقويم مخاطر الأجسام غر المنفجرة والأجسام المفخخة والبدء بتفكيكها، ووضع العلامات على الأبنية الآيلة للسقوط واتخاذ الإجراءات للدعم، ورفع الردم الأولي، ورش المخيم بالمبيدات وتعقيمه (خصوصاً المسامك ومعامل البوظة)، والتي يقوم بها متطوعون في الهلال الأحمر الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المدني، ورفع الأجسام غير المنفجرة من البيوت وإزالة النفاياتولفت المهندسون إلى أن «آبار المياه الجوفية وريغارات شبكات مياه الصرف الصحي، إضافة إلى شبكة مياه الشفة، مطمورة تحت التراب بأغلبها، وهي إما تضررت جزئياً ويتطلب إصلاحها وقتاً ليس بالقليل، أو إنها تحتاج إلى إعادة تأهيل وتبديل شاملين، مع ما قد يستغرقه ذلك من وقت، ويحتاجه من تمويل».
ولفت المهندسون، من باب البحث عن بدائل مقبولة وغير مكلفة، إلى أنه «يمكن إنشاء شبكة مياة للشفة مؤقتة وظاهرة فوق الأرض، على أن تكون من البلاستيك بدلاً من الحديد، كما يمكن الاستعاضة مرحلياً عن شبكة مياه الصرف الصحي باللجوء إلى استعمال الجور الصحية».
في موازاة ذلك، وبهدف حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في المخيم بكامله، أشارت مصادر في الأونروا إلى وجود نية لديها لـ«استقدام مولدات جديدة وضخمة إليه، لاستعمالها في الإنارة أو في استخراج المياه من الآبار الجوفية».
وكان قد دخل أول من أمس إلى حرم الجزء الجديد من المخيم عدد من صهاريج المياه، بهدف رش الشوارع والطرقات لمنع تطاير الغبار وأعمال التنظيف والاستخدام الأخرى، كما دخلته ثلاث آليات «بلدوزر» من أجل مباشرتها عملها بدءاً من النقطة التي توقفت عندها الأعمال عند تخوم المخيم القديم، بعدما أنجزت الفرق الهندسية والفنية في الجيش اللبناني تنظيف أحياء عدة فيه من الألغام والمتفجرات والمخلفات.
على صعيد متصل، كشف المسح الميداني الأولي الذي أجراه قسم الهندسة في الأونروا، بالتعاون مع مهندسي شركة خطيب وعلمي وموفدين من الصليب الأحمر الدولي والجيش اللبناني، أن «326 مبنى صالحاً فيه لإقامة النازحين العائدين، وهي قادرة على استيعاب نحو 2000 عائلة تقريباً، فيما تبين أن قرابة 40 مبنى يجب هدمها بشكل كامل، نظراً لتصدعها ومخاطر انهيارها».
في مقابل ذلك، أشار مسؤولون في وكالة الأونروا لـ«الأخبار» إلى أن «عدداً لا بأس من أبنية الجزء الجديد من المخيم، وتحديداً لناحية المدخل الشرقي منه باتجاه بلدة المحمرة، هي صالحة للسكن وإيواء عائلات نازحة فيها، كما أن لدى الأونروا نيّة لاستئجار مبنى فيه وتحويله إلى عيادة، إضافة إلى إمكان وضع مدرسة جاهزة فيه، لاستقبال الطلاب المخيم العائدين مع مطلع العام الدراسي الجديد».