واشنطن ـ محمد سعيد
  • الحريري يطلب من واشنطن مساعدات للجيش للقيام بـ«مهمّات أمنية» ويتطلّع إلى رئيس من 14 آذار

  • حمل رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الملفات السياسية والأمنية إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الاميركية، ولا سيما ملفي الاستحقاق الرئاسي وتسليح الجيش اللبناني لتمكينه من القيام بـ«مهمات أمنية»

    جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة ولفريق 14 آذار، محذرة في الوقت نفسه من التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
    وقال الرئيس الأميركي جورج بوش في أعقاب محادثات أجراها مع رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، أمس، في البيت الابيض: «إنني قلق للغاية إزاء التدخل الأجنبي في انتخاباتكم»، مضيفاً «لقد تم توجيه رسائل إلى دول وخاصة سوريا بأن عليها عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية، ويتوقع المجتمع الدولي من سوريا أن تحترم هذه المطالب».
    وكشف بوش أن الحريري طلب من الولايات المتحدة تقديم المساعدات للجيش اللبناني «للقيام بمهمات أمنية». وقال الرئيس الأميركي إنه لهذا الغرض كان قد طلب من قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال ويليام فالون الذهاب إلى لبنان «لبحث الكيفية التي سنقدم فيها المزيد من الدعم للحكومة والقوات المسلحة لحماية أنفسهم من العناصر الراديكالية التي تستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافها».
    كما تناولت المباحثات الأوضاع السياسية في لبنان ومواقف المعارضة وخاصة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، إضافة إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال بوش إنه أبلغ الحريري أن «الولايات المتحدة تدعم بشدة الديموقراطية في لبنان وتحترم بلدكم». وفي موضوع المحكمة الدولية، أعرب بوش عن خيبته من بطء تشكيلها. ودعا المجتمع الدولي إلى العمل بسرعة أكبر لتشكيل هذه المحكمة «التي ستحاسب من يفترض محاسبتهم، وستوجه رسالة واضحة مفادها أن العدالة ستتحقق ليس في ما يتعلق بجريمة قتل والدكم بل أيضاً بقتل الآخرين في بيروت»، مؤكداً «أننا سنحاول أن نساعدكم بكل ما في وسعنا».
    ورد الحريري بشكر بوش على الدعم الذي قدمته حكومته لتشكيل المحكمة الدولية ومساعدة قوات الجيش اللبناني «في قتالها الإرهابيين في لبنان». وإذ جدد رفضه أي تدخل أجنبي في الانتخابات الرئاسية، رأى أن مقتل عدد من النواب اللبنانيين قد «تم تنفيذه من إرهابيين يريدون إنهاء ديموقراطيتنا» التي قال إن تياره سيواصل التركيز عليها، مؤكداً بالقول «لن نسمح بنجاحهم». وقال «لقد دفعنا ثمن ذلك من دماء والدي ودماء أنطوان غانم وغيرهما».
    وبعدها التقى النائب الحريري ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني في البيت الأبيض في حضور السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد، وتم استكمال بحث المواضيع والمسائل التي أثيرت خلال اللقاء مع الرئيس بوش وكبار المسؤولين في البيت الأبيض.
    وكان الحريري قد أجرى، قبل لقائه مع بوش، مباحثات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي جددت دعم الولايات المتحدة وجهودها للحفاظ على ديموقراطية لبنان وسيادته، معتبرة أن ذلك «ليس مصلحة الولايات المتحدة فحسب، بل هو واجب على المجتمع الدولي القيام به ودعمه». وقالت: «إننا نعلم أن هذا وقت صعب جداً لكم، وهناك كثيرون يحاولون إخافة لبنان».
    وتطرقت رايس إلى موضوع المحكمة، مؤكدة «إننا نريد ضمان عملية تسريع المحكمة الدولية وأيضاً أن تتم الانتخابات الرئاسية ضمن الإطار الدستوري للبنان وبدون أي تدخل أجنبي». وأعربت عن ثقتها بأن «أي حكومة منتخبة في لبنان سوف تحترم وتطبق قرارات مجلس الأمن وستعمل لمصلحة لبنان بدون تأثير أجنبي».
    بدوره قال الحريري رداً على سؤال لقد طلبنا من الأميركيين الضغط على سوريا لوقف اغتيالات النواب اللبنانيين ومنعها من الضغط على لبنان في موضوع الانتخابات الرئاسية ونأمل أن يتم هذا العمل بأسرع وقت ممكن.
    والتقى الحريري أيضاً عدداً من زعماء الكونغرس، من بينهم زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ هاري ريد، وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي.
    وكان الحريري قد لبى دعوة السفير شديد إلى حفل إفطار أقامه على شرفه غروب أول من أمس في منزله، وحضره نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد والش وعدد كبير من كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي. وألقى الحريري كلمة قال فيها: «أخيراً أصبحت لدينا سفارة تؤدي دورها المطلوب بفضل سفيرنا الجديد، وتعمل من أجل اللبنانيين جميعاً لا لخدمة بلد آخر»، واعتبر «أننا نمر في مرحلة عصيبة جداً من تاريخنا، وقد اتخذنا قرارات صعبة، وآمل أن يتم اتخاذ قرارات أخرى في المستقبل دعماً للبنان»، مشيراً إلى «أننا نتطلع إلى انتخاب رئيس جديد للبنان لديه إرادة 14 آذار وينتمي إليها، وسوف نواصل العمل مع حلفائنا من أجل تحقيق السلام في لبنان». من جهتها، أشارت النائبة غنوة جلول التي ترافق النائب الحريري في زيارته إلى واشنطن، في حديث إلى «إذاعة صوت لبنان» إلى «أن الدعم الأميركي اليوم من جمهوريين وديموقراطيين وأعضاء الكونغرس كافة الذين اجتمعنا بهم مشجع جداً ويعطي الأرضية المكملة للدعم الذي كان يلمسه لبنان من الإدارة الأميركية». وقالت «لقد لمسنا خلال اللقاءات الدعم من الجميع للبنان والمواضيع اللبنانية الحيوية التي تهم الشعب اللبناني كله».