شبعا ـ عساف أبو رحال
وُلد مشروع بناء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في بلدة شبعا على مقربة من الشريط الفاصل مع المزارع المحتلة، ليطوي تاريخاً من المعاناة رافق أهالي قرى العرقوب وبلداته الذين يأملون خيراً في قيام هذا المركز الصحي لجهة توفير الخدمات الصحية، ورفع عبء انتقالهم إلى مستشفيات أخرى، أقربها مستشفى مرجعيون الحكومي الذي يبعد 30 كيلومتراً قبل وجود مستشفى حاصبيا. وهذه الخطوة قفزة نوعية ترسي أسس تدعيم صمود المواطن الجنوبي في وجه الاحتلال الذي ارتكب عشرات الجرائم خلال العقود الماضية.
يقوم المشروع الجديد بتمويل إماراتي عند الطرف الغربي لبلدة شبعا بجانب الطريق العام المؤدي إلى بلدة الهبارية ومنحدر تكثر فيه الأشجار الحرجية، ما يعني الاختيار الصحيح للموقع الذي يشهد وتيرة متسارعة تتسابق فيها الجهود لإنجاز المشروع ضمن المهلة المحددة وهي 18 شهراً وفق المواصفات الهندسية الحديثة، والتصاميم العالمية لجهة البناء والتجهيزات وكل ما يلزم من أقسام خارجية ومواقف سيارات.
ويأتي بناء المستشفى في منطقة حدودية متقدمة قبالة مواقع الاحتلال التي توزع شرورها في كل الاتجاهات. ويقوم المشروع على قطعة أرض مساحتها 12700 متر مربع قدّمتها البلدية إلى جانب خدمات أخرى وفرتها لتسريع العمل خدمة للأهالي.
أوضح مدير المشروع المهندس نبيل شحادة أنّ البناء مصمم وفق الطرق والمواصفات الهندسية الحديثة، ويقسم إلى أقسام عدة. وقد خُصص مبنى للخدمات مساحته 500 متر مربع للمولدات الكهربائية وخزانات الوقود وخدمات الصيانة العامة وكل ما يلزم لخدمة المستشفى الذي يضم 40 سريراً، إضافة إلى أقسام استشفائية وعيادات وغرفة عمليات متطورة ستجهز بأحدث الوسائل والتقنيات الطبية الحديثة.
بدأ العمل في المشروع في شهر أيار الماضي، على أن تستكمل الأعمال في مهلة أقصاها 18 شهراً لتبدأ عملية التجهيز بالمعدات اللازمة. وتقدر كلفة المشروع 15 مليون دولار. وأشار شحادة إلى «أنّ البلدية أبدت تجاوباً، وكان لها دور كبير في اختيار الموقع، لأنّ المنطقة جبلية وعرة وصعبة المسالك، ونحن نواجه بعض الصعوبات في العمل بسبب الموقع الجغرافي البعيد ونخشى أن تزداد الصعوبات مع بدء فصل الشتاء وتساقط الثلوج».
ورأى رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري أنّ المشروع كان مطلباً ملحاً للأهالي وقال: «منطقة العرقوب تحتاج إلى مثل هذه الخدمات، لأنّها عرضة للاعتداءات الإسرائيلية، والمشروع بحد ذاته هو تحدٍّ للاحتلال الذي لم تسلم القرى والبلدات من شره، يخدم أهالي بلدة شبعا وقرى العرقوب والجوار لوقوعه عند نقطة وسطية، ستشكل محطة رئيسية لجهة تقديم الخدمات الاستشفائية والطبية التي سترفع هم المعاناة عن الأهالي. وقال شحادة إنّ هذا المستشفى سيكون له مجلس إدارة يتولى مهامه تحت إشراف دولة الإمارات، وهو بطبيعته مستشفى خاص، ويتوقع أن يُقدّم خدمات مجانية للأهالي نسبة إلى مصادر التمويل.
يقوم مستشفى الشيخ خليفة بن زايد على مسافة 120 كيلومتراً من بيروت، ونحو كيلومترين من حدود مزارع شبعا، وثلاثة كيلومترات من مواقع الاحتلال في رويسات العلم وتلة ملحاثا، ويتوسط قرى العرقوب وحاصبيا.