strong> السنيورة أصيب بـ «خيبة وفجيعة» وجنبلاط يعتبره رسالة لتوقّع الاغتيالات
بـ«خيبة أمل وفجيعة» أُتبعت بشتائم تلقت «قوى 14 آذار»، وفي مقدمها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، اتهام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اسرائيل بالاغتيالات في لبنان، مصرّة على اتهامها سوريا بالجرائم، فيما أكد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري أنه لا يخاف من الاستفتاء حول موضوع رئاسة الجمهورية، لكنه دعا الى الكف عن طرح اقتراحات كهذه «قد تدخل لبنان في المجهول».
وقال السنيورة خلال الإفطار السنوي لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في مركز البيال تحت شعار «الانطلاقة 130 عاماً» أول من أمس: «نحن نعرف أهداف الاغتيالات، ولن نتردد في البقاء على التزامنا الوطني مهما تكن التكاليف والتضحيات. أما أن يأتي من يعمل ويروج لتبرئة القاتل وتمهيد الطريق لنفوذه، فهذه سخرية لا تليق بالالتزام الذي نشترك في حمله، ولا بالاستحقاقات الخطيرة التي يواجهها وطننا، وتواجهها أمتنا بسبب الاستكبار والابتزاز والثأرية والشعوائية والخطابة لاستدرار الشعبية من الجماهير وعلى قاعدة: يرضى القتيل وليس يرضى القاتل».
وأعلن خيبة أمله «بل عن فجيعتنا بهذه المواقف من الاغتيالات السياسية والتفجيرات الأمنية والعمليات الإرهابية، ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، معتبراً أنها «مواقف وممارسات تتجاهل الأخوة، وتتجاهل الشراكة، وتتعمد التعطيل والإضرار بحياة الناس وبكراماتهم، وزرع الانقسام»، وتساءل «كيف نكون أهل دين ووطن وأمة، ثم لا يحزن أحدنا لحزن أخيه ولا يتألم لمصابه، ولا يتضامن معه، ويمعن في التعمية، ويوغل في الضغط على أهل المدينة، مدينة بيروت، وعلى جميع اللبنانيين من خلال الاستمرار في الاعتصام في وسطها لحوالى عام».
وأكد «أننا لا نزال مصرين على العدالة والحرية، وهما القيمتان اللتان لا حياة للبنان من دونهما، وعلى أن يحصل الاستحقاق الرئاسي في مواعيده وعلى أساس من آلياته الدستورية، وعلى جلاء الغمامة عن قسمات بيروت، وعن قسمات لبنان، ومصرون دائماً على البقاء على نهج الأخوة والمسؤولية والمسالمة».
من جهته، جدد النائب الحريري خلال حفل استقبال أقامه التيار في واشنطن، اتهامه النظام السوري بقتل الرئيس رفيق الحريري «ليس كي يخرج هارباً من لبنان بل لكي يضع يده على لبنان»، وقال: «نحن مطلبنا من نظام القتلة، نظام بشار الأسد، أن يبتعد عن لبنان».
وبعدما أكد أن لا مشكلة لديه في الاستفتاء، دعا الى الكف عن طروحات كهذه «لأن الدستور اللبناني واضح ونحن لا نخاف الاستفتاء وباستطاعتنا إذا تم الأمر أن نوصل رئيساً للجمهورية ولن نتخلى عن دستورنا والطائف الذي ثبّت لنا السلم الأهلي»، واعتبر ان «الوقت ليس لاقتراحات قد تدخل لبنان في المجهول».
بدوره، اعتبر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط أن في كلام السيد نصر الله «رسالة واضحة وصلت، هي ان مقابل المطالبة بالدولة توقعوا المزيد من الاغتيالات، ومقابل المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال فرض رئيس توافقي ينقض القرارات الدولية»، وقال: «من شأن رئيسين للجمهورية والحكومة يكونان عميلين لسوريا تعطيل المحكمة الدولية». واتهم جنبلاط في كلمة له خلال لقاء تكريمي لوكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي السابق في الشوف الدكتور زاهر أبو شقرا، السيد نصر الله الذي «كان في العام الماضي تحديداً سيداً للمقاومة وسيداً للقضية الفلسطينية» بأنه أصبح «وكيلاً للنظام السوري وللنظام الإيراني الإرهابيين»، وقال: «سنستمر ولن نخضع ولن نركع وتبقى نقاط أخرى سنوضحها لاحقاً، وما قاله نصر الله من أن الكذب ملح الرجال معه حق، لكن فليسمح لنا أن هذا موجود عنده وليس عندنا».
ورأى وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت في حديث الى «إذاعة الشرق» «أن في كلام السيد نصر الله ما يقوض ما أُنجز، ويحوله من قائد للمقاومة الى محام فاشل في الدفاع عن النظام السوري وجرائمه في لبنان»، وسأل: «لماذا لا يضع «حزب الله» ما لديه وما لدى جهازه الأمني من معلومات عن تورُّط اسرائيل في جرائم الاغتيال بيد لجنة التحقيق الدولية والقضاء اللبناني إذا كانت إسرائيل هي وراء الجرائم؟»، وتساءل «هل يقبل «حزب الله» والسيد حسن نصر الله بإجراء استفتاء الشعب اللبناني على سلاح «حزب الله» مثلاً، لا على سلاح المقاومة؟».
في المقابل رأى وزير العدل الدكتور شارل رزق أن خطاب السيد نصر الله تضمّن الكثير من الإيجابيات «التي يجب التعامل معها بكثير من التروي للتقريب بين وجهات النظر، انطلاقاً من الحفاظ على تضحيات حزب الله الكبيرة التي أدت إلى تحرير القسم الأكبر من الجنوب»، ورأى انه بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي يمكن أن يبحث اللبنانيون ويتفقوا على كل المواضيع الجديرة بالبحث ومنها انتخاب الرئيس من الشعب». وحذر «من التعاطي بسطحية في مقاربة سلاح «حزب الله» والنظر إلى المقاومة كجسم غريب عن المجتمع اللبناني»، مستغرباً الكلام على لبننة المقاومة.
واعتبر النائب السابق ناصر قنديل «أن الحملة التي قوبل بها خطاب السيد نصر الله ومقاربته المتقدمة لمأزق الاستحقاق الرئاسي لا تجد تفسيراً لها»، وقال: «للأسف يبدو أن على اللبنانيين والعرب الاعتياد على معاملة مميزة لإسرائيل في الأسرة العربية الجديدة التي تولد في رحم الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به (وزيرة الخارجية الأميركية) كوندوليزا رايس، وحيث تصبح إسرائيل عضواً متقدماً في الأسرة العربية الجديدة».
وأشادت حركة الناصريين الديموقراطيين بخطاب السيد نصر الله، مشيرة الى «ان الحملات التي يشنها البعض على تلك المواقف تؤكد مرة جديدة النوايا المبيتة لفريق 14 شباط بأخذ البلاد نحو الفوضى والى حالة من الانكشاف الأمني والسياسي وحالة عدم الاستقرار»، واعتبر «ان الاتهام الذي وجهه وزير في السلطة غير الشرعية لسماحة السيد بأنه محام فاشل لتبرئة النظام السوري إنما يدل على ان هذا الوزير هو محام بارع لمصلحة خدمة المشروع الاسرائيلي في لبنان».
(وطنية)