ليال حداد
المدخل: يعود العام الدراسي إلى الفروع الثانية وسط قلق يساور الطلاب بشأن الصدام العوني ــ القواتي. في المقابل، ينتظر الطلاب من هيئاتهم توفير حقوقهم البديهية


ماذا حقّقت الهيئات الطالبيّة «العونيّة» في الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية في العام الماضي؟ يستفزّ هذا السؤال رئيس الهيئة في كليّة العلوم ـــــ الفرع الثاني جو شلهوب، «مش لأنّو أنا رئيس الهيئة، بس الموضوع واضح لكل الطّلاب وهني بيعرفوا إنّا دافعنا عن حقوقهم». ثم يبدأ شلهوب بتعداد «الإنجازات»، ومنها «أننا أقنعنا الإدارة بإجراء امتحانات الدورة الثانية لطلّاب السنة الثّانية والذين يتّبعون نظام الـLMD، كذلك ساعدنا الطلاب على توفير كل حاجاتهم من تصوير المقرّرات الدراسية، حتى للطّلاب الغائبين، إضافة إلى النشاطات الترفيهية». يؤيد رئيس الهيئة الطالبية في كلية طب الأسنان، إيلي الجردي شلهوب، فيتحدث عن أهمية ما حقّقته الهيئة من تجهيز الكلية بآلة التصوير، واستحداث مكتب للهيئة ومساعدة الطلّاب في مطالبهم بغضّ النظر عن انتمائهم السياسي، مثل العمل على إنهاء البرنامج الدراسي في الوقت المحدد على الرغم من الوقت الذي أضاعه الطلاب خلال الانتقال من المبنى القديم إلى المدينة الجامعية في الحدث.
غير أنّ العمل «الدؤوب» للهيئات، لا يلغي الواقع المرير للصراع المستمر بين القواتيين والعونيين. فالكل يؤكد تفادي الصدامات بين الطرفين. ومع ذلك يقع الأسوأ كلّ عام. ففي معهد العلوم الاجتماعية ـــــ الفرع الثاني وصل الصراع بين الطرفين العام الماضي إلى حدّ كيل الشّتائم والعراك بالأيادي والسجن، فتسرد رئيسة الهيئة الطالبية في المعهد ليال فتوح تفاصيل ما حدث في العام الماضي: «كان الجو متشنجاً طوال العام، حتى موعد الانتخابات، فتعادلنا وفاز التيار بفارق السنّ. بدأ القواتيون استفزازاتهم. وصلت الأمور إلى حدها بالنسبة إلينا حين منعنا القواتيون من تعليق صور العماد ميشال عون في مكتب الهيئة، فمزّقوا الصور، وضربوا طلاب التيار، ما أدى إلى اعتقال رئيس الهيئة السابق نجيب طاهر».
المشهد نفسه يتكرر كل عام في معظم الكليات. ففي كلية العلوم، مثلاً، استمرّ تبادل الاتهامات حول تعطيل الانتخابات عاماً كاملاً إلى أن فاز التيار الوطني الحر بالتزكية، بعد انسحاب مرشحي القوات اللبنانية «بسبب القانون الانتخابي». يضحك شلهوب حين يسمع العبارة الأخيرة: «هذه حجّة سوّقوها في حين أنّهم انسحبوا بعدما فقدوا الأمل بالفوز بأي مقعد». ويعلّل اتهامه بسؤال: «لو كانوا غير مقتنعين بالقانون لماذا حضروا وترشحوا للانتخابات؟»، وهذه السنة؟ يأتي الجواب تلقائياً ومثالياً: «لا صدامات، الوضع السياسي والأمني لن ينعكس على كلّيتنا، وسنخوض الانتخابات على أساس قانون جديد، ومن الطبيعي أن تحصل معركة ديموقراطيّة».
من كليّة العلوم ومعهد العلوم الاجتماعية إلى كلية طب الأسنان، يبدو الجو مختلفاً، فالطلاب هنا أطباء أو مشاريع أطباء والصّدامات نادراً ما تحصل، أما عبارة «متل الإخوة» فتتكرّر أكثر من مرّة على لسان الجردي. يبدأ الأخير حديثه عن الصدام العوني القواتي التقليدي، باجتماعه مع طلاب التيار في الكلية الذي حصل الجمعة الماضي: «توافقت مع كل الناشطين والمناصرين على عدم السماح بانعكاس السجال الحاصل في لبنان على الكلية، بحيث تعلو مصلحة الطلاب على أي مصلحة أخرى». ومع ذلك لا ينفي الجردي وجود بعض المشاحنات الكلامية «الطبيعية» بين الطلاب، وخصوصاً أنّ كلية طب الأسنان كلية موحدة بين الفرعين. ويضيف الجردي ممازحاً: «القوات ما بيعملوا مشكل هون لأنو المنطقة قريبة من الضاحية». يضحك ليعود ويقول بلهجة أكثر جدية: «التفاهم بين التيار وحزب الله ساهم كثيراً بتقبل الطلاب لفكرة الانتقال إلى الحدث، فالتفاهم أوجد جواً من الارتياح ولا سيما لدى الطلاب غير المحازبين الذين اطمأنوا إلى أنّ أياً من الخلافات المناطقية أو الطائفية لن تقع».