نشرت الوكالة الوطنيّة للإعلام أمس بياناً منسوباً للمكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات حسن عكيف السبع، هذا نصّه:«دأبت بعض الصحف ووسائل الإعلام في اليومين الماضيين على نشر أخبار تتعلق بقيام قوى الأمن الداخلي بإحباط عملية فرار من سجن رومية، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات في حينه، موضحاً حقيقة الموضوع.
وفي سياق متصل، بما يبدو كأنه حملة منظمة ومنسقة ضد قوى الأمن الداخلي ووزراة الداخلية، أوردت صحيفة «الأخبار» على صدر الصفحة الأولى من عددها الصادر اليوم، خبراً تضمن رواية لا أساس لها من الصحة، عن قيام قوة من وحدة الفهود بالاعتداء بالضرب على المساجين الإسلاميين خلال أعمال التفتيش التي جرت في السجن، والتي أدت في حينه الى ضبط بعض الممنوعات بحوزة بعض السجناء، وقد تحدثت الصحيفة عن تمزيق بعض السجّانين مصاحف قرآنية وشتم المعتقدات الدينية للمعتقلين.
يهم المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات أن يؤكد أن ما أوردته الصحيفة المذكورة عن هذا الموضوع لا يتعدى كونه خبراً مختلقاً ومفبركاً، لا يهدف سوى إلى إثارة الحساسيات والنعرات الطائفية والمذهبية داخل سجن رومية وخارجه، وهو مرتبط بالحملة السياسية التي تتعرض لها الوزارة وقوى الأمن الداخلي منذ مدة، والتي لم تعد غايتها وأهدافها تخفى على أحد.
كما يهم المكتب أن يوضح للصحيفة المذكورة وللرأي العام اللبناني على حد سواء، أن عناصر قوى الأمن الداخلي هم لبنانيون من مختلف الطوائف ويمثلون العيش المشترك بين مختلف ألوان الطيف اللبناني، كما أن لكل منهم إيمانه الديني ومعتقداته، الأمر الذي يجعلهم يتميزون باحترامهم للمعتقدات الدينية للآخرين، الى جانب انضباطهم العسكري ومناقبيتهم.
إن المكتب الإعلامي إذ يجدّد مطالبته وسائل الإعلام بتوخي الدقة والموضوعية في ما تنشر من أخبار والى استقاء الأخبار من مصادرها، وخصوصاً ما يتعلق منها بالأمور الأمنية، يحذر وسائل الإعلام والصحيفة المذكورة تحديداً، من أن نشر الروايات والأخبار المفبركة، التي تطرح الكثير من التساؤلات عن خلفياتها في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، سيعرّض أصحابها للملاحقة القانونية بحسب الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء، نظراً لخطورتها على الأمن والسلم الأهليين».

...وردّ من «الأخبار»

يهمّ «الأخبار» أن تؤكّد لقرّائها أولاً وللمعنيّين في الدولة والحكومة ثانياً أن حرصها على الوحدة الوطنية لا يقل عن حرص مدّعي الحرص بين المسؤولين، وهذه سياستها ومواقفها ونصوصها وروحها تشهد بذلك يوماً بعد يوم.
وليس من هموم «الأخبار» التحامل على وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي ولا هذه بقضية تستحق العناء، إنما «الأخبار» جريدة معارضة، والمعارضة تنتقد وتضع يدها، كلما استطاعت، على الجرح، وعلى ما يمثّل السكوت عنه تخاذلاً بحق المجتمع، إن لم يكن طعناً بالقانون أو خيانة لأبسط الشرائع الإنسانية.
وتتوقّف «الأخبار» بصورة خاصة عند اللهجة التحذيرية للبيان، التي يفوح منها ضيق صدر بـ«الأخبار» لم يعد جديداً علينا، لكنه يستحق أن يستوقف أيضاً جميع الهيئات الإعلامية بمؤسساتها ونقابتيها، لما ينطوي عليه من نظرة استعدائية إلى الصحافة، وكأن هذه لم تعد صحافة تتمتع بما تتمتع به صحافة لبنان من حرية وهيبة وعصمة وعراقة تمتد حتى العهد العثماني وسقتها دماء الشهداء فضلاً عن عقول الكتّاب والنوابغ والأحرار، بل باتت عدوّة من الأعداء، إسرائيل كان يُدعى هذا العدوّ أم اليوم... سوريا.
إن «الأخبار» تتجاسر ولا تتحامل، وحتى لو قدّرت خطأً أو أهملت أحياناً التثبت مئة في المئة من صحة بعض أخبارها (وهذا لا ينطبق على خبر سجن رومية) فلا يجوز لأي جهاز من أجهزة الدولة أن يخاطب الجريدة، أي جريدة، بلغة التهديد ظناً منه أن ذلك سيحدّ من شجاعتها.