رئيس الجمهورية يأمل في التوصل إلى قواسم مشتركة وجعجع يفضّل لو كانا لقاءً واحداً يضم جميع الأفرقاء
تتجه الأنظار اليوم وغداً الى بكركي حيث يعقد لقاءان لموارنة الموالاة والمعارضة بدعوة من البطريرك الماروني نصر الله صفير، وذلك للاتفاق على الاستحقاق الرئاسي.
وكان هذا الاجتماع محور لقاءات صفير أمس، وقد أبدى أمام زواره قلقه من الأوضاع السائدة، معتبراً أن «البلد أصبح مشلولاً بفعل ما يجري، وبات الناس لا يحتملون أية أزمات جديدة».
من جهته، أعرب رئيس الجمهورية إميل لحود عن أمله في «أن يسفر الاجتماعان عن مجموعة من القواسم المشتركة التي تسمح في ما بعد بجمع كل الأطراف، في الموالاة والمعارضة، في اجتماع واحد تصدر عنه نتائج إيجابية تعود بالخير على لبنان واللبنانيين»، معتبراً أن «توحد كل مجموعة من المجموعات اللبنانية حول العناوين الرئيسة والجوهرية شرط أساسي لإعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد في أجواء توافقية تضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار». وتمنى لو كان في الإمكان عقد اجتماع واحد لا اجتماعات منفصلة.
وحيّا كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول بعد زيارته بكركي مبادرة صفير، مشدداً على أن «وحدة المسيحيين ركيزة وحدة لبنان، ويجب ان تنطلق من توطيد وحدة الطائفة المارونية الداخلية». وأكد ان «انتخاب رئيس للجمهورية استحقاق حتمي، ويجب ان يتم في إطار الدستور اللبناني، وفي المهل الدستورية المحددة، ويجب انتخاب رئيس قادر على جمع شمل اللبنانيين ويعيد الثقة بينهم».
وأكد النائب بطرس حرب في حديث تلفزيوني أنه مستعد ووزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض للمشاركة في اللقاء كممثلين عن لقاء قرنة شهوان، لافتاً الى أن «لا فكرة لديه بعد عن جدول أعمال الاجتماع وأجوائه». وأعلن «أن اجتماع بكركي سينعقد على مستوى قادة الأحزاب والكتل النيابية المسيحية»، مشيراً الى ان «أمرين يمكن أن ينبثقا عن هذا الاجتماع: الأول يمكن أن يكون البطريرك صفير راغباً في إعلان موقف أمام الفريقين، الموالاة والمعارضة. الثاني، أن يكون البطريرك أكثر طموحاً ويسعى لتوحيد وجهات النظر بين الأطراف السياسية».
ورداً على سؤال أكد حرب أنه «لن يكون مرشحاً في جلسة بالنصف زائداً واحداً»، وأعلن موقفاً نهائياً وهو أنه «لن يكون مرشحاً في جلسة يعتريها خلاف على النصاب».
وأثنى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمام وفد قواتي على «مبادرة بكركي»، معتبراً أنه «من الأفضل لو كان اجتماعاً واحداً يضم كل الأفرقاء على حد سواء»، وقال: «منذ فترة نسعى الى الجلوس مع الفريق الآخر لنحاول التفاهم على انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن للأسف لم نلق أي تجاوب»، وأضاف: «نفضل التفاهم مع الفريق الآخر على كل المستويات إن كان على الصعيد الوطني أم على المستوى المسيحي لجهة الانتخابات الرئاسية». ورأى أنه «بعد هذين الاجتماعين، يجب عقد اجتماع واحد يشارك فيه الجميع، وتطرح خلاله الأمور كما هي في ظل وضع البلد الحساس والدقيق»، ورأى أن «من أجدى الطرق للانتخابات الرئاسية وأسلمها هو تفاهم المسيحيين على مرشح»، مشيراً الى «أن بقية الأفرقاء في لبنان يطالبون المسيحيين بالتفاهم على مرشح واحد. ولكن هذا الطريق يحتاج الى أن يضيف كل منا، معارضة وموالاة، إلى «نبيذه القليل من الماء»، لأن لا أحد منا يستطيع الاستمرار في «حصر» الجميع في خيار واحد لا غير».
بدوره أشار عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا الى أنه «بعدما وجّهت الدعوة للجميع للحضور معاً لسماع رسالة واحدة من صاحب الغبطة وإذا كان لديهم ما يمكن أن يتداولوه معه، جرى تعطيل اللقاء الجامع واستعيض عنه بلقاءين منفصلين»، معتبراً أنه «كان من الأفضل لو التقى الجميع في موعد واحد»، ولافتاً الى «أن جميع مسيحيي 14 آذار رحبوا بالفكرة وأبدوا كل تجاوب». ورأى أن «بكركي يهمّها حصول أكبر قدر ممكن من التجانس والتوافق في الموقف المسيحي والوطني، ولكنها لا تعمد الى فرض رأيها في أي أمر»، مؤكداً «أن سيد بكركي لن يتعاطى بالأسماء». وقال: «لا يجوز تضليل أحد على مستوى الرأي العام بأن البطريرك يجمع القيادات المارونية في بكركي للاتفاق في ما بينها على مرشح واحد». واعتبر «أن هناك عائقاً أساسياً أمام المقاربة الواحدة للمواضيع المسيحية والوطنية، وهو إصرار العماد (ميشال) عون على أنه المرشح الوحيد المقبول من فريقه، علماً بأنه ليس هو المرشح الأفضل لهذه المرحلة ولا إمكان لوصوله وهو يعرف ذلك». وكرر التأكيد «أن من رشحتهم قوى 14 آذار أفضل من يمكن أن تنطبق عليهم مواصفات التوافق وعدم التحدي والاستفزاز والقدرة على التواصل وإمكان ملء الموقع الرئاسي بشكل محترم».
ورأى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، أن صفير «ما كان ليقرع ناقوس الخطر ويدعو فريقي المعارضة والموالاة في الطائفة المارونية إلى اللقاء، لولا أنه استشعر خطراً داهماًَ على الكيان والمصير، وخصوصاً الوجود المسيحي والماروني في لبنان والشرق، وسط قلق حاضرة الفاتيكان على مآل الحالة المسيحية في المنطقة». وسأل «فهل يتمكن سيد الصرح من هز عصاه لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية واضعاً أمامهم تصوراً متكاملاً للخروج بحل ينقذ الجمهورية والرئاسة والموارنة من الضياع وسط العواصف المحدقة بنا من كل جانب؟».
ونوّه «الاتحاد من أجل لبنان» في بيان بتحرك بكركي ودعوتها الفرقاء المسيحيين إلى التشاور، «علّها تكون خطوة أولى نحو استرجاع المسيحيين دورهم، بدءاً من رئاسة الجمهورية».
(الأخبار، وطنية)