صيدا ـــ خالد الغربي
حطّ مكب نفايات صيدا رحاله في فرنسا عبر الفيلم الوثائقي «la montagne de saida» (جبل صيدا) للمخرج اللبناني محمد السارجي الذي فاز فيلمه بجائزة أفضل فيلم بيئي في المهرجان الدولي الثالث للأفلام البيئية الذي عُقد في مدينة بورج (bourges) الفرنسية. وكان قد اشترك في المهرجان أكثر من 200 فيلم من مختلف أنحاء العالم عالجت المشاكل البيئية من مختلف جوانبها والتحديات والمخاطر التي تهدّد المجتمعات العالمية جراء الكوارث البيئية. ويسلّط الفيلم الضوء على الخطر الذي يمثّله المكب على البيئة والحياة الإنسانية والثروة السمكية. وقد عمد السارجي إلى معالجة الخطر في إطارٍ سمعي بصري، مع إجادة لتقنيات الضوء والتصوير، حيث صُوّرت بعض المشاهد في قعر البحر. ويركّز السارجي في فيلمه الذي يمتدّ لخمس عشرة دقيقة على مشاهدات وجوانب لم نعتد رؤيتها، ففي قعر البحر وعلى مسافة بعيدة جدّاً من مكان المكبّ، يُظهر الفيلم مشاهد مرعبة عن أطنان النفايات المتسلّلة من المكب وما تولّده من مجزرة بحق الثروة السمكية وتلويث المياه الإقليمية. وفي الفيلم أيضاً يبدو جبل النفايات قنبلة موقوتة تهدّد المدينة ومنطقتها خصوصاً مع الحرائق والانهيارات المتكررة. ويجزم السارجي أنّ باستطاعته القول إنّ كمية ما في قعر البحر من نفايات متدحرجة من المكب توازي جبلاً آخر بحجم «نجل» المكب الحالي.
كذلك أشار السارجي إلى أنّ الفرنسيين الذين شاهدوا فيلمه في المهرجان ذهلوا بدرجة كبيرة لما وقعت عليه عيونهم، وذهلوا أكثر لحجم الكارثة التي يسببها وكيفية المعالجات اللبنانية لهذه الكارثة البيئية. ولفت إلى أنّ لجنة التحكيم التي ضمت ثمانية اختصاصيين في مجال الإنتاج السينمائي بينهم المنتج السينمائي ىلان ديبورغ، قرّرت مساعدته في الفيلم الذي ينوي إنتاجه عن التلوث النفطي والكيميائي في لبنان، لكنّه يشير مازحاً إلى أنّه قد يخصص هذه الرعاية لإنتاج جزء آخر من «جبل صيدا». يذكر أنّ «جبل صيدا» هو الفيلم الثالث للمخرج السارجي الذي يحصد جائزة عالمية بعد فيلمي «البيئة البحرية في لبنان» و«السلحفاة البحرية.. النداء الأخير».