رأى العلّامة السيد محمد حسين فضل الله «أن الضغوط مستمرة على الساحة اللبنانية لمنع أي التقاء بين اللبنانيين، وبالتالي منع التوافق في ما بينهم، من خلال السياسة الأميركية التي تعمل على نشر الفتنة والفوضى في بلدهم، للضغط على مقاومته من جهة المطالبة بتخليها عن عناصر القوة التي تتحرك من أجل حماية لبنان كله، أو لتجعله قاعدة لتنفيذ ضغوطها على سوريا لدفعها في اتجاه اتخاذ مواقف تنازلية لمصلحة التسوية مع العدو أو لمصلحة المشاريع الاستكبارية التي تحاك للمنطقة بأسرها».وتوقف في خطبة عيد الفطر التي يلقيها اليوم، أمام ما يواجهه العالم الإسلامي من «حروب دموية في بعض المناطق، وسياسية في مناطق أخرى»، مشيراً إلى أوضاع العراق وأفغانستان وباكستان والسودان والجزائر «التي عادت إلى القتل العشوائي»، وفلسطين «التي لا تزال الجرح النازف بألف ضحية وضحية»، إضافة إلى الضغوط السياسية على إيران، معتبراً أن عمق المشكلة «هو في الفوضى السياسية والأمنية التي فرضتها الإدارة الأميركية على العالم الاسلامي وشعوبه، باسم نشر الديموقراطية المزعومة، والحرب على الإرهاب، مستفيدة من كل نقاط الضعف التي يعانيها العرب والمسلمون (...) من دون أن يتحرك القائمون على شؤون المسلمين للدفاع عن حريتهم وأمنهم وكرامتهم».
أما «المأساة الكبيرة»، في رأيه «فهي أن المسلمين يقتلون المسلمين، من خلال استعادة تراكمات التاريخ التي يكفّر فيها المسلم المسلم»، لافتاً إلى أن هناك «من يضعون أنفسهم في مواقع الفتوى بالارتداد والشرك والكفر لأتباع هذا المذهب أو ذاك، ويُحلّون دماءهم، ويرون خطورة المسلمين أكبر من خطورة المستكبرين المحتلين وغيرهم»، وأن «بعض الدول الإسلامية تزوّد هؤلاء القتَلة من التكفيريين بالمال والسلاح وبالإعلام الذي يحرك المشاعر الطائفية والمذهبية، ويثير بعض المسلمين على بعض، لتبقى الخطة الأميركية (...) متحركة في المواقع الإسلامية».
(وطنية)