strong>علي محمد
تظهر الشرطة القضائية أخيراً تقدماً ملحوظاً في التقنيات المستخدمة في التحقيقات لكشف عناصر الجرائم، بالاعتماد على الأدلة المجهرية والبصمات وكاميرات المراقبة. ففي العديد من القضايا والحالات، تم التعرف على الفاعلين من خلال الصور الملتقطة بواسطة كاميرات «سي سي تي في» المنتشرة في عدد من المناطق أمام المحال التجارية والمصارف.
عند عودة أحد المواطنين من سهرته في أحد ملاهي شارع مونو مع صديقته، أوقفه أربعة أشخاص في جيب شيروكي أبيض في أدما بالقرب من مبنى الـ«ال بي سي»، وادعوا أنهم عناصر من جهاز أمني وانهالوا عليه بالضرب، ثم ألقوه والفتاة في صندوق الجيب واقتادوهما الى منطقة ضبية، وهناك سرقوا ما كان يحمل من مال بالاضافة الى سيارته، وتركوهما في الشارع. وعند مرور رجل وزوجته في سيارة هوندا من المكان، حملوا الشابين الى المستشفى وأبلغوا قوى الامن، الذين تركوا الشاب في المستشفى بسبب حالته الصحية إثر تعرّضه للضرب المبرح، واقتادوا الفتاة الى مفرزة الجديدة القضائية للتحقيق. وهناك عرضت على الفتاة صور مختلفة لأشخاص، التقطتها كاميرا «سي سي تي في» سابقاً عند قيام أشخاص مجهولين بسرقة سوبرماركت في الجديدة. وتعرفت الفتاة على أحد الاشخاص من الصور وأكدت أنه هو الذي هاجمها وصديقها في أدما عند عودتهما من السهرة، وتقوم القوى الامنية حالياً بملاحقته.
وكذلك تعرفت ناديا ح. من خلال صور ملتقطة من كاميرا مراقبة عرضت عليها في التحقيق، على شخص يدعى زياد ع. احتال عليها وأخذ منها 750 ألف ليرة. وكانت ناديا قد التقته في المستشفى الحكومي في الكرنتينا، وأقنعها بأن تسلمه مبلغ مليون وسبعمئة ألف ليرة مقابل تأمين بعض المساعدات الصحية والمدرسية لها بالاضافة الى الاستحصال على الجنسية اللبنانية لزوجها. وادعى زياد أنه يعمل لدى السيدة نازك الحريري وأنه قادر على تأمين ما وعدها به، فأعطته ناديا نصف المبلغ فأخذه وهرب.
وعندما تعرفت ناديا عليه عبر صور كاميرا المراقبة في التحقيق، ألقت القوى الامنية القبض على زياد لاحقاً في مار الياس. وأصدر قاضي التحقيق في بيروت سامي صدقي قراراً بالظن بالمشتبه فيه زياد ع. ووجوب محاكمته بتهمة الاحتيال عن طريق انتحال صفة، بناءً على المادة 655 عقوبات.
والجدير بالذكر أن قيادة وحدة الشرطة القضائية تتجه الآن الى هذا النوع من التقنيات (كاميرات المراقبة) في تحقيقاتها وذلك للتوصل الى نتائج أكثر دقة وفاعلية. وعلمت «الأخبار» أن قيادة الشرطة تسعى الى الاعتماد أكثر على كاميرات الـ«سي سي تي في» في كشف الجرائم وأن هذه الكاميرات ستكون منتشرة قريباً في كل المناطق ضمن خطة سعي لتطوير عمل التحقيق الجنائي في لبنان. وتجدر الاشارة الى أن المباحث الجنائية في الشرطة القضائية مفرزة الجديدة قبضت أمس، بعد عملية مراقبة واستقصاء مكثف، على يونس ق. الذي قام بعدة سرقات في المتن الشمالي، عن طريق إيهام الناس بأنه من اقاربهم ولا يلبث أن يدعو نفسه الى فنجان قهوة حجةً للدخول الى منازلهم، ويقوم بالسرقة في غفلة من أصحاب البيت.