strong>علي محمد
لا تزال ردود الفعل تتوالى على أحداث سجن رومية، وما تناقله البعض عن تدنيس للمصاحف وإهانة للشعائر الدينية للموقوفين الإسلاميين. وأمس عقد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود مؤتمراً صحافياً في مكتبه في صيدا، تناول فيه هذا الموضوع. وعلى الرغم من أنه استهل المؤتمر بالاشارة الى «أنه كان يفضل أن يبقى موضوع الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تحصل في سجن رومية ضمن لقاءات مستمرة وفاعلة مع المسؤولين».
ورأى الشيخ حمود أن الانتهاكات التي تعرّض لها الاسلاميون الموقوفون في سجن رومية وافتضاحها، «قد تشعل حرباً أهلية بين المواطنين وخصوصاً بعدما انتشرت أخبار عن حادثة تدنيس القرآن في السجن». وأشار الى أن الوقت الآن ليس مناسباً لتعميق الهوة بين المواطنين وقوى الأمن «خصوصاً في المرحلة الحساسة التي تمر فيها البلاد»، بل المطلوب، بحسب قوله، التعاون بين الشعب «والمخلصين في الاجهزة الامنية والقضائية». وطالب إمام مسجد القدس «بضرورة معالجة هذا الموضوع بسرعة وحزم لأن الظلم والتعسف وانتهاك الحرمات الدينية والشخصية وغيرها هو مصنع الإرهاب الحقيقي». وقال مخاطباً الاجهزة الامنية إن «الظلم الذي يمارس على المتهمين في السجون والمعتقلات (وقال إنه قصد استخدام هذه الكلمة لأنها تزعج الأمنيين) يؤهلهم ليصبحوا إرهابيين يسلكون طريق العنف، انتقاماً من المجتمع الذي أسلمهم إلى أجهزة لا ترحم ولا تسلك طريق الحق». وذكّر بأن «الظلم والتعسف الذي مارسته بعض الانظمة في الدول العربية في السجون كان سبباً أساسياً لتخريج دفعات كبيرة من الإرهابيين».
كذلك طرح الشيخ ماهر حمود بعض التساؤلات عن إمكانية هرب أي شخص من سجن رومية المشهور بإجراءاته الامنية المشددة، وتساءل أيضاً عن عدالة «معاقبة المئات من الاسلاميين في السجن بإجبارهم على حلق لحاهم ومنعهم من الزيارات وغيره، بسبب محاولة خمسة أو عشرة موقوفين الهرب»، وتابع «ما ذنب دين ومصاحف هؤلاء حتى يُهانوا". وتطرق أخيراً الى موضوع معاقبة الضباط المسؤولين، فقال إن «المسؤولين عن هذه الانتهاكات أنِّبوا، ولكن هل التأنيب كافٍ لردعهم عن ارتكاب حماقات مماثلة؟» وتابع «إن إهانة المصحف والكتب والشعائر الدينية قد تسبّب حرباً أهلية، فهل يعالج الموضوع بهذا الاستخفاف؟ سواء كانت الإهانة عن قصد أو عن إهمال».
وفي اتصال مع «الأخبار»، شرح الشيخ ماهر حمود ظروف «حادثة إهانة القرآن الكريم»، التي لا يزال التحقيق جارياً لكشف حقائقها، وقال إن أفراد «فرقة الفهود التي دخلت الى مبنى الموقوفين (ب) المخصص للموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، قاموا ببعثرة الكتب في كل مكان بطريقة همجية، فوقعت بض المصاحف في الحمام الموجود في زاوية الزنزانة»، ولكنه لم يحدد ما إذا كان هذا الأمر حصل عمداً أم لا. ونقل ما سمعه من اهالي الموقوفين بأن «أحد عناصر القوى الامنية في السجن أبدى استعداده للمساجين، لتأمين هاتف خلوي وأدوات أخرى للموقوفين مقابل مبلغ معيّن». وتجدر الاشارة إلى أن مفرزة الجديدة القضائية، أصدرت أمراً بتوقيف المعاون الأول في قوى الأمن الداخلي م. ف. بناءً على إشارة القضاء المختص، للاشتباه فيه بجرم إدخال هاتف خلوي الى أحد نزلاء مبنى المحكومين في سجن رومية. وعن مجريات التحقيق في الانتهاكات التي تعرّض لها الموقوفون الاسلاميون، قال الشيخ حمود «إن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ووزير الداخلية حسن السبع كانا قد وعدا بأن التحقيق سينتهي يوم الاثنين أو الثلاثاء الفائت وأن الحقيقة ستنكشف، ولكن المدة انقضت من دون أي تطور». ولفت إمام مسجد القدس الى أن من الممكن أن تقوم الأحزاب والتيارات والحركات الاسلامية بالتعاون مع القوى الوطنية، بتحركات احتجاجاً على تلك الممارسات، ومطالبة باستكمال التحقيق والوصول الى الحقيقة لمعاقبة المسؤولين».
وعلى صعيد متصل، رفع «حزب التحرير ـــــ ولاية لبنان»، ملصقات في عدد من شوارع صيدا وبيروت وغيرهما وجاء فيها أن «القرآن الكريم يمزّق ويدنّس والمقدسات تهان والكرامات تداس في سجني اليرزة ورومية». ودعت تلك الملصقات الى رفع الظلم عن الموقوفين الاسلاميين في سجني رومية واليرزة، كما دعت الى المشاركة في اعتصام اليوم «غيرة على الدين وإنكاراً للمنكر ونصرة للمظلوم». وعلق أيضاً حزب التحرير صوراً عليها عبارات تشبّه سجني اليرزة ورومية بسجن أبو غريب. وتجدر الاشارة الى أنه مساء أمس قام مجهولون بتمزيق الملصقات في شارع الحمرا.
يذكر أنه أمس دخلت دورية من قوى الامن الداخلي الى إحدى الزنازين في سجن رومية، ونزعت البلاط بعد الاشتباه في صوت فراغ كان يصدر من الأرضية، لكنها لم تجد شيئاً.