اجتماع وزاري ناقش زيارة وزير خارجية تركيا والوفد الأوروبي
نفى وزير الإعلام غازي العريضي أن تكون الولايات المتحدة الأميركية قد طلبت من الحكومة إقامة قواعد عسكرية أميركية في لبنان، وأكد أن عقيدة الجيش تقررها الدولة.
ترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً في السرايا الكبيرة أمس، حضره الوزراء: مروان حمادة، ميشال فرعون، خالد قباني، محمد الصفدي، أحمد فتفت، شارل رزق، جان اوغاسبيان، نعمة طعمة، حسن السبع، غازي العريضي والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي والمستشار محمد شطح.
وأعلن الوزير العريضي أن المجتمعين ناقشوا «الأوضاع العامة في البلاد عشية وصول وزير خارجية تركيا إلى لبنان، وبعده وزراء خارجية إسبانيا وفرنسا وإيطاليا قبل أيام من الموعد المحدد لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وإذ أكد المجتمعون أهمية هذه الزيارات، أملوا «أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ليمر الاستحقاق الرئاسي في المهلة الدستورية المحددة وفق الآليات الدستورية المعتمدة لتكون الانتخابات الرئاسية منطلقاً لمرحلة جديدة من الاتفاق بين اللبنانيين، تجدد الثقة بينهم وتعطيهم أملاً بمستقبل جديد».
ورداً على سؤال، نفى العريضي أن تكون الولايات المتحدة الأميركية قد طلبت من الحكومة إقامة قواعد عسكرية في لبنان، وقال: «هذا الحديث بني على كلام قيل في أكثر من مرة وورد في موقع إسرائيلي الكتروني، إذا كان الإسرائيليون يريدون التلاعب بأمننا ووحدتنا والإساءة الى الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والتكامل بين بعضنا البعض كلبنانيين، فهذا شأن اسرائيل وعادتها ونياتها تجاه اللبنانيين ولا نتوقع منها غير ذلك. أما أن يكون المعيار في علاقاتنا بين بعضنا البعض ما يصدر عن اسرائيل، في شكل استنسابي وانتقائي، فهذا أمر خطير ومدمر».
وأكد أن الحكومة اللبنانية هي من تقرر عقيدة الجيش السياسية، أما العسكرية فتقررها قيادته، مشيراً الى أنه لا «تباين في وجهات النظر حول أية قضية من القضايا بين الحكومة والجيش». وقال: «إذا كان البعض يحاول في كل ما يفعل ويقول دق اسفين بين الجيش والحكومة علّه بذلك يغطي على مواقفه من الجيش خلال حرب نهر البارد، فنقول بكل وضوح لا مجال لذلك، ونحن لا نمثل على أحد. موقف الحكومة اللبنانية واضح من الجيش ودعم الجيش ومحاولة توفير كل الإمكانات له(...) وإذا كان البعض يراهن على مثل هذا الخلاف عشية الاستحقاق الرئاسي والتجاذبات وما شابه فليس ثمة مجال لذلك على الإطلاق».
وإذ أشار الى أن الدعم الأميركي للجيش والعلاقة بينهما ليست سراً، لفت إلى أنه أثناء زيارة الوفد الأميركي الأخيرة لبيروت «جرى نقاش مع قيادة الجيش حول تقويم العملية العسكرية الكبرى المهمة في نهر البارد وفي سياق التقويم، طلب الاميركيون اللقاء بمجموعة كبيرة من المسؤولين العسكريين في الجيش اللبناني من رتب مختلفة، لكن قيادة الجيش رفضت هذا الأمر وحصرت اللقاء بقيادة الوحدات» مؤكداً ان «ما تقرره قيادة الجيش نحن معه لأنها في موقع الأعرف والأخبر».
ورأى العريضي ان كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن لا علاقة لسوريا مع «فتح الاسلام» مستنداً إلى التقارير التي صدرت عن مخابرات الجيش اللبناني، خاطئ، لافتاً الى «أن الوزير المعلم هو وزير خارجية سوريا وليس وزيرا لبنانيا، بالتأكيد لم يكن حاضرا جلسة مجلس الوزراء في لبنان، وهو يعلم ويعلم اللبنانيون جميعا أن الجيش السوري قد خرج من لبنان، ومن حيث المبدأ يفترض ان المخابرات قد خرجت ايضا من لبنان. وما اعلنه مجلس الوزراء بكل شفافية لكل اللبنانيين والعالم بوضوح هو ما قيل على طاولته من قبل المسؤولين الامنيين على مستوى مدير المخابرات وشعبة المعلومات مرات عدة، في حضور قائد الجيش ووزير الدفاع ورئيس شعبة المعلومات وفي حضور وزيري الدفاع والداخلية. اذا كان المطلوب للتأكد من كل هذه المعلومات نشر او ارسال محضر جلسة مجلس الوزراء الى الامين العام للامم المتحدة فلا مانع من ذلك على الاطلاق».
سئل: يقال ان مخابرات الجيش اللبناني لا تعتبر المخابرات السورية عدوا ولذلك لا تعمل على هذا الاساس؟، فأجاب: «اولا نحن لا نتحدث عن اعداء، ليس ثمة عداء بين لبنان وسوريا، ثمة خلاف سياسي عميق كبير بين لبنان وبين النظام في سوريا، هذا الامر قائم يعبر عنه بوسائل واساليب مختلفة، ولكن سوريا ليست عدوة لبنان ولا نتصرف بروحية العداء على الاطلاق، كنا نأمل ان لا يحصل اي شيء من هذا القبيل، لكن ما حصل ادى الى هذه الحالة من الخلاف العميق بين لبنان وسوريا، على المستوى السياسي. لا نستطيع ان نقول ان مخابرات الجيش لا تقوم بمسؤولياتها حول هذا الموضوع او غيره من المواضيع. عندما تأتي مديرية المخابرات الى مجلس الوزراء وتقدم المعلومات بشكل واضح ومتوازن، لأنه اذا اردنا ان نذكر ونكرر التذكير بما قيل على طاولة مجلس الوزراء، فإن ما قيل من قبل مديرية المخابرات وشعبة المعلومات كان فيه تقاطع كبير وكان كلاما متوازنا حددت فيه المسؤوليات، وكانت اشارات حول العلاقة مع القاعدة ومع سوريا، فيما يخص «فتح الاسلام» وحول التسلح في لبنان، ان لناحية المعارضة او لناحية احزاب وقوى الاكثرية». وردا على سؤال اعتبر العريضي ان دور السعودية في لبنان «وفاقي وتوحيدي وحريص على أن يمر الاستحقاق في لبنان بأمن وسلام وأن يصل رئيس في لبنان يكون مقبولا من غالبية اللبنانيين».