strong> فاتن الحاج
يكتسي «التوافق» هذه الأيام معنىً خاصاً في الجامعات. فالقوى الطلّابية تنطلق من الواقع المأزوم في الخارج سبباً لمبادراتها «التوافقية»، ونادراً ما يكون الاجتماع على المطالب الأكاديمية هو الغاية. وهكذا يغدو المصطلح هاجساً، وتكثر الدعوات إلى الحوار بين القوى الطلابية المتنافسة تحديداً خلال التحضير للانتخابات.
وفي هذا الإطار، بدأ ممثلو الأحزاب في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) لقاءاتهم في منتصف هذا الأسبوع، على أن تُستكمل باجتماعات تعقدها لجنة المتابعة، الخامسة والنصف من كل اثنين، «بغية تشكيل لائحة ائتلافية وتجنيب طلاب الجامعة المعركة الانتخابية في 16 تشرين الثاني المقبل»، على حد تعبير صاحب المبادرة «التوافقية» مسؤول حركة أمل في الجامعة أشرف سباعي.
وكانت القوى الطلابية الأساسية قد شاركت في اللقاء الأول الأربعاء الماضي، باستثناء ممثلي النادي الثقافي الفلسطيني وشباب البقاع والقوات والأحرار، كما قال مسؤول منظمة الشباب التقدمي في الجامعة سماح ريدان، مشيراً إلى أنّ هذه القوى لم تكن مدعوة من حركة أمل. إلا أنّ مصادر الحركة تؤكد أنّها دعت كل الأطراف.
وقد سجّل الاجتماع الأول انسحاب مسؤول الحزب الشيوعي في الجامعة جاد سليم الذي أعلن أنّه يرفض مبدأ التوافق الذي تقوم به الطبقة السياسية الفاسدة. وينفي سليم «أن يكون ما يجري توافقاً، فهو عبارة عن توزيع حصص في المجلس الطلابي كما في النوادي الطلابية التي تجري انتخاباتها الأسبوع المقبل، وخصوصاً أنّ القانون الانتخابي الجديد القاضي بتوزيع المقاعد الـ12 على دائرتين انتخابيتين في كليتي «إدارة الأعمال والاقتصاد» و«الآداب والعلوم» غيّر في الموازين وحجم القوى التمثيلي». ويوضح سليم أنّه يعلّق مشاركته في اللقاءات «التوافقية» ريثما تتضح أسبابها الحقيقية.
لكنّ مسؤول حزب الله في الجامعة مهدي برجاوي بدا متفائلاً من وصول «التوافق» إلى خواتيمه، على عكس ما حصل في الجامعة الأميركية، والسبب أنّ كل الأطراف شاركت في اجتماع الأربعاء. «وإذا كان الاجتماع تحت الشعارات السياسية مستحيلاً هذه الأيام، فإنّ المطالب الأكاديمية التي تجمعنا كثيرة»، يقول برجاوي، داعياً إلى «تنظيم الاختلاف بين القوى الطلابية، في حال رجّحنا خيار المعركة».
وقد طرحت منظمة الشباب التقدمي في الاجتماع أن تكون انتخابات النوادي بروفا لانتخابات المجلس الطلابي، «لأنّ التوافق يجب أن يكون في كل مجالات العمل الطلابي في الجامعة». ويوضح «أننا استجبنا لمبادرة حركة أمل لأننا مع كل طرح توافقي سواء في الجامعة أو في الخارج، شرط أن لا تنال هذه المبادرة من إنجازات 14 آذار ومن ثورة الأرز». ويضيف ريدان: «إذا لم نتفق على صيغة مشتركة، فنحن ذاهبون إلى انتخابات ديموقراطية حضارية بعيدة عن المشاكل».
أما مسؤول التيار الوطني الحر جان جاك أنانيان فيرى أنّ المعركة ستكون شرسة في حال فشل التوافق، وسيمنع حصول أية ضربة كف، بناءً على التعليمات الإدارية المشددة هذا العام. لكنّ التنافس سيكون كبيراً نظراً لتغيّر حجم القوى الطلابية، وفقاً للقانون الانتخابي الجديد. ومع ذلك يعتقد أنانيان أنّ تجنيب الجامعة المعركة ممكن ما دامت الانتخابات يوماً واحداً، والدراسة تحتل كل الأيام الباقية.
مسؤول قطاع الطلاب والشباب في تيار المستقبل في الجامعة هاني قرانوح يؤكد هو الآخر أنّ الجلوس على طاولة واحدة إيجابي بحد ذاته، لافتاً إلى «أننا نتجاوب مع كل المبادرات التي تصب في مصلحة الطلاب».
من جهته، يرحب مسؤول حركة الشعب بلال طي بالتوافق الذي قد نصبح جزءاً منه إذا جرى على قاعدة تقديم نموذج طلابي قيادي مختلف عن نموذج القيادات السياسية المسؤولة بالدرجة الأولى عن الأزمة القائمة والحرب الأهلية.