أكد الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة «أننا لا نقبل المساومة على سلاح المقاومة مقابل تجديد الصيغة الطائفية»، مشدّداً على أن «الحل ليس برئيس يحافظ على سلاح المقاومة فقط، لأن المشكلة الأساسية هي هل يبقى الوطن والكيان الوطني».واتهم حدادة، في احتفال أقامه الحزب في بلدة كفررمان لمناسبة الذكرى الـ83 لتأسيسه واليوبيل الفضي لانطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» وشهداء الحزب والمقاومة، «مشروع السلطة في لبنان» بالذهاب إلى واشنطن «ليشكر جورج بوش على الدعم الذي كلف بلدنا آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين، وليضع نفسه في خدمة المشروع الاميركي في المنطقة ويستجدي تدخله دعماً لنظام المحاصصة»، مشدداً على أن «مشروع المقاومة لا ينتهي حتى بانتهاء السلاح، والمقاومة التي خطها جورج حاوي عام 1982 في الحزب الشيوعي ومع كل اليساريين من لبنان، لا تنتهي الا عندما تسود العدالة الاجتماعية لبنان وعندما يفتح امام فقرائه باب الاشتراكية المنفتحة على ممارسة ديموقراطية حقيقية».
وسأل حدادة «الذين تسلموا الحكم تحت شعارات السيادة والاستقلال»: «اين اصبحت كل شعاراتكم وقد جاء بكم تحالف هجين إلى السلطة، وأين اصبحت السيادة؟ هل هي في تلك الحركة المكوكية لسفير الفتنة المتنقلة (جيفري) فيلتمان الذي يتحرك من مكتب وزير إلى مكتب نائب ليفرض شروطه ومواصفاته على رئيس لبنان؟». وتوجّه الى «كل الديموقراطيين» في لبنان بأن «مهمتكم الأولى الدفاع عن السلم الاهلي لقطع دابر فتنة المشروع الاميركي، وهو نضال غير معزول عن الاصلاح السياسي»، مؤكداً «اننا أشدّ قناعة اليوم بأن الحفاظ على السلم الأهلي يكون بإلغاء هذه الصيغة الطائفية». ودعا المعارضة الى «ترك نهج الحفاظ على الصيغة الطائفية، فلا يمكن أن نرضى بأن تتجدد المساومات، ولا نقبل المساومة على سلاح المقاومة مقابل تجديد الصيغة الطائفية، فبهذه المساومة ستصبح المقاومة الضحية الاولى لها، والآن نكاد نلمح تباشير تسوية مشابهة، نحن حزب المقاومة نقول إن الحل ليس برئيس يحافظ على سلاح المقاومة فقط، لأن المشكلة الاساسية هل يبقى الوطن والكيان الوطني». ورأى أن «الصيغة الطائفية في ازمة حقيقية، والبعض يريد الاستمرار في هذه الصيغة ولو أدّى الأمر الى تقسيم البلد وضرب وحدته».
ودعا حدادة الى «إلغاء الطائفية السياسية من خلال إصلاح النظام الانتخابي الذي يمثل شعبنا بشكل حقيقي لننتهي من كذبة الديموقراطية التوافقية التي تحتضن ديموقراطيات الطوائف»، وختم: «نفتقد اليوم الشهيد الكبير كمال جنبلاط الذي قال عام 1961 إن الدولة مقصّرة الى حد الخيانة في حماية الأرض والشعب، ودعا إلى تسليح الأهالي في الجنوب وفي القرى الحدودية دفاعاً عن الأرض، واليوم لا نصدقكم وأنتم تذهبون إلى أميركا تطلبون دعمها، وهي تشترط أن يكون دعمها للجيش بأن يحمل السلاح ليكون فاعلًا في الداخل اللبناني لا في الدفاع عن الحدود. لأولئك الذين يدعون إلى نزع سلاح المقاومة نقول إنكم غير صادقين مع جماهيركم حتى في هذا الشعار».
(الأخبار)