بعلبك ــ علي يزبك
أمام استمرار الحكومة في حجب التعويضات عن أصحاب المنازل المهدّمة أو المتضررة بفعل عدوان تموز 2006 على مدينة بعلبك، رفع هؤلاء الصوت مجدداً مطالبين بالمعالجة الفورية لهذه المسألة وقرروا تنفيذ اعتصام أمام وزارة المهجرين الأربعاء المقبل في بيروت كبداية لسلسلة من التحركات الاحتجاجية إذا لم يتم صرف التعويضات في مهلة أسبوع.
وخلال لقاء موسّع عقد في قاعة الشهيد السيد عباس الموسوي في بعلبك، حضره نواب تكتل بعلبك ـــ الهرمل: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، اسماعيل سكرية، كامل الرفاعي، علي المقداد، نادر سكر ورؤساء بلديات ومخاتير، كشف النائب الحاج حسن، بالأرقام، أن هناك تعمداً لدى وزارة المهجرين والشركة المكلفة أعمال المسح باتباع سياسة التسويف والمماطلة والتأخر في إنجاز الملفات، وبالتالي حجب التعويضات استناداً إلى حسابات سياسية ضيقة.
وأشار الحاج حسن إلى أن عدد الوحدات المدمّرة كلياً في محافظة بعلبك ـــ الهرمل (796 وتشمل منازل، محلات تجارية، مؤسسات صناعية ، مزارع ومحطات وقود). وقد تم الكشف عليها من قبل وزارة المهجرين في حينه، وبعد سنة وشهرين وأسبوع تم التعويض فقط على 32 وحدة أي بنسبة 4%، على الرغم من عقد جلسات عمل فاقت المئة مع وزير المهجرين والمدير العام للوزارة وفريقه قبل 11 تشرين الثاني 2006 ومع الاستشاري خطيب وعلمي ومهندسيه المختصين ومع رئيس صندوق المهجرين وفريقه.
وبخصوص ملف مدينة بعلبك، قال الحاج حسن إن هناك 436 وحدة مدمرة في 68 عقاراً، تم إنجاز 46 عقاراً منها تتضمن 271 وحدة مدمرة لغاية 15-8-2007 تسلّمتها وزارة المهجرين، ولكن الوزارة لم ترسل منها سوى 15 عقاراً حتى اليوم رغم المراجعات المتكررة، مع العلم بأن الفرق بين 68 و46 عقار أي 22 عقاراً ملفاتها جاهزة منذ 15-8-2007 ولم تقبل الوزارة تسلّمها.
وأضاف: «إن كل ما أثير حول موضوع البناء على الأملاك العامة يتناول فقط 8 وحدات سكنية مدمرة من أصل 436، فلماذا يتم تجميد 428 وحدة سكنية حتى الآن؟ وأكد الحاج حسن أن الوحدات المتضررة جزئياً عددها 6109 في البقاع، وقد تم التعويض على 151 منها فقط أي بنسبة 2.5% فقط. ورأى أن استمرار الحكومة ( البتراء) في احتجاز حقوق المستحقين من المواطنين المتضررين من العدوان يرتّب مسؤوليات سياسية وقضائية وأخلاقية على المعنيين جميعاً.
وشددت مداخلات الحضور من النواب والمتضررين على أن هناك معاقبة لبعلبك الهرمل من خلال حجب التعويضات عن الذين دمّر العدوان الصهيوني منازلهم.
وبعد مداولات، صدرت عن الحضور توصية باعتصام مئة من المتضررين عند الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء المقبل أمام صندوق المهجرين من أصل ستة آلآف متضرر في منطقة بعلبك ـــ الهرمل برفقة النواب ولجنة المتابعة وإعطاء مهلة أسبوع لإنهاء الملفات، ثم الاجتماع لتقرير الخطوات التالية إذا لم يتم التجاوب مع المطالب.
على صعيد آخر، تفتتح بلدية بعلبك والسفارة البلجيكية في لبنان بعد ظهر اليوم الاثنين «قرية نصر» التي تضم ثلاثين مسكناً جاهزاً لإيواء عدد من العائلات التي تهدمت منازلها خلال عدوان تموز، ولم تقم الحكومة بصرف التعويضات اللازمة لإعادة الإعمار.
وقد أقيمت القرية التي سمّيت نصر تيمّناً بنصر المقاومة في حرب تموز عند الطرف الشمالي الشرقي للمدينة في أرض تملكها بلدية بعلبك بموجب اتفاق مع المنظمة الدولية للهجرة وبتمويل من الحكومة البلجيكية بحسب ما أوضح رئيس البلدية بسام رعد الذي أكد أن القرية أقيمت على مساحة مئة ألف متر مربع وتضم واحداً وثلاثين مسكناً جاهزاً، وجرى تزويدها بالمياه والكهرباء وكل مستلزمات الإقامة المريحة. ويتألف المسكن من غرفتين ومطبخ وحمام.
وأكد رعد أن كلفة إنشاء هذه القرية وصل إلى حدود الخمسمئة ألف دولار، ووصلت مشاركة البلدية إلى حدود الخمسة والعشرين بالمئة. وأكد رعد أن إقامة العائلات المهدمة منازلها محددة بسنة واحدة فقط. وخلال هذه المدة يأمل أن تنتقل إلى منازلها الجديدة بعد إعادة إعمارها على أن تعود ملكية المساكن الجاهزة إلى البلدية.