القطاع الشرقي ـ عساف أبورحال
من الواضح أن منطقة انتشار قوات اليونيفيل المعززة في جنوب لبنان، هي جنوب الليطاني وفق ما نص عليه القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة في أعقاب عدوان تموز 2006، تضاف إليها منطقة العرقوب ومرتفعاته، وصولاً حتى بلدة شبعا. هذه المساحات تخضع مباشرة لسيطرة قوات اليونيفيل التي تراقب وتفتش وتدقق وتسيّر الدوريات في كل الاتجاهات.
هذه النشاطات امتدت أخيراً شمالاً، وخرجت عن إطار الحدود الجغرافية المتعارف عليها منذ ربيع عام 1978 تاريخ دخول اليونيفيل جنوب لبنان، حيث دخلت دورية مؤللة بلدة قليا في البقاع الغربي ما أزعج السكان الذين تصدّوا لها ومنعوها من مواصلة تقدمها باتجاه مجرى الليطاني، وخصوصاً أنها دون مواكبة عسكرية لبنانية.
وفي التفاصيل، أنه منذ فترة قصيرة تشهد بلدة قليا تسيير عدة دوريات عادية داخل البلدة، يقوم عناصرها بالتقاط الصور للمسجد والحسينية وبعض المنازل دون أن يعترض الأهالي على ذلك رغم استيائهم. ومنذ ثلاثة أيام، قدمت دورية مؤللة حاولت دخول البلدة باتجاه مجرى الليطاني، ما أثار غضب الأهالي الذين شكلوا حاجزاً بشرياً قطع الطريق ومنع الدورية من مواصلة تقدمها.
ويقول مختار البلدة سلامة يوسف: «تشهد البلدة بين فترة وأخرى تسيير دوريات عسكرية، كان آخرها دورية مؤللة تصدى لها الأهالي ومنعوها من دخول البلدة لأنها خارجة عن منطقة انتشار اليونيفيل، وبالتالي تقع شمالي مجرى الليطاني».
ورأى المواطن علي الخطيب، أن بلدة قليا خارجة عن الانتشار الدولي، وقال: «ما حصل هو محاولة لدخول البلدة بآليات عسكرية اعترضتها النسوة ومنعتها من الوصول الى وسط البلدة. نحن لا نريد مشاكل مع اليونيفيل، لكن هذا الحدث أعقبه مستجدات نفذتها اليونيفيل نهار أمس وأقامت حاجزاً على الطريق الرئيسي في محلة الأحمدية بين مثلث برغز وبلدة قليا، وضعت بموجبه مطبات لتخفيف السرعة».
وفي مرتفعات سدانة، أعالي العرقوب، حاولت قوة من الكتيبة الإسبانية نقل مجموعة صخور بعد أن أحضرت رافعة وشاحنات، لكن تدخل القوى الأمنية اللبنانية حال دون ذلك. وقال شهود عيان إن قوة من اليونيفيل أحضرت معدات لنقل صخور ضخمة من محلة سدانة حيث كان الاحتلال يقيم سابقاً مرابض لمدفعيته الثقيلة، وذلك الى جهة قالت اليونيفيل إنها موقع عسكري، ما استدعى تدخل القوى الأمنية اللبنانية التي رفضت نقل الصخور لأنها تشكل جزءاً من المكونات الطبيعية والجغرافية للمنطقة.