strong>«شخص من دير الأحمر شارك في قتل الجميّل ومفجّر الحريري سعودي»
أعلن أمين سر «شبيبة جورج حاوي»، رافي مادايان، أنه تقدم بدعوى قضائية ضد الموساد الإسرائيلي في جريمة اغتيال والده الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي جورج حاوي متسائلاً عن سبب إهمال القضاء والطبقة الحاكمة معطيات من تحقيقات رسمية لدى الجيش تفيد بأن شبكة رافع تلقت عبوات متطورة عبر البحر وشاركت في عدة اغتيالات. ورأى أن هناك مماطلة في التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عازياً السبب إلى ارتياب النظام السعودي من قيام إسلامي سعودي ينتمي إلى «القاعدة» بالجريمة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مادايان أمس في فندق البريستول، وعرض فيه معطيات عن عدد من جرائم الاغتيال، وسأل في مستهله عما إذا كان يتعين عليه تصديق «بعض المعلومات من بعض الجهات الرسمية التي تفيد بأن شخصاً من دير الأحمر شارك في جريمة اغتيال الشهيد الوزير الشيخ بيار الجميّل انتقاماً لأقاربه الذين سقطوا سنة 1982 في حادث فردي مؤسف في الكسليك مع حراس الأخير»، وأكد أنه يشارك الرئيس أمين الجميّل خشيته من صدقية بعض التحقيق، والتناقض في المعلومات والروايات الموجودة عند مختلف الوسائل الإعلامية عن جريمة اغتيال الجميّل، مستغرباً «عدم خجل أي مسؤول واستقالته لفشله في مهمته»، وشاكياً من تدني مستوى الاهتمام بقضية التحقيق في ملف الاغتيالات وغياب التحقيق المهني والعلمي والموضوعي خارج التسييس السلطوي.
وسأل مادايان عن سبب إهمال القضاء والطبقة الحاكمة معطيات من تحقيقات رسمية لدى الجيش تفيد بأن شبكة أمنية إسرائيلية ضمت محمود رافع وحسين خطاب تلقت عبوات متطورة عبر البحر، وشاركت في عدة اغتيالات، كاشفاً عن أن «خطاب متورط في جريمة اغتيال جهاد أحمد جبريل قرب السفارة الروسية وفي مراقبة الشهيد جورج حاوي قبل اغتياله». وبصفته نجل الشهيد حاوي، وبناء على المعطيات السابقة، ولما توافر لديه عن محاولة شخصين أجنبيين مغادرة لبنان عبر مطار بيروت يوم الاغتيال وبحوزتهما صور لحاوي ولسيارته وشارع منزله، تقدم مادايان بدعوى ضد الموساد.
وفي معلومات جديدة، نقل مادايان عن مسؤول في ملف اغتيال الرئيس الحريري قوله له إن المحكمة الدولية ستنظر في اغتيال الحريري بشكل أساسي، ولن تشمل الجرائم الأخرى إلا في سياق درس العلاقة بينها وبين جريمة 14 شباط، متوقفاً «عند التمييز بين الشهداء ونفاق الحكومة التي غشت الرأي العام وأهالي الشهداء بادعائها أن محكمة مجلس الأمن ستشمل كل الاغتيالات». واعترض على «التسريبات التي توفرها لجنة التحقيق الدولية في المونتيفيردي لسياسيين لبنانيين».
واستغرب مادايان إهمال المعنيين الاعترافات التي نشرتها «الأخبار» للأمير في القاعدة حسن نبعة والسلفي السعودي فيصل الأكبر وإخوانهما المسجونين في رومية، الذين رووا تفاصيل اشتراكهم في عملية اغتيال الحريري، سائلاً عن سبب تراجع هؤلاء الموقوفين عن إفاداتهم بعدما زارهم وفد أمني سعودي ـــــ أميركي. وأكد أن لجنة التحقيق عرفت منذ مدة طويلة أن مفجر موكب الحريري ليس أحمد أبو عدس، بل السلفي السعودي «أبو مقاتل» عضو تنظيم القاعدة الذي تحدث عنه الموقوف فيصل أكبر قبل أن تشير لجنة التحقيق الدولية إلى احتمال وجوده.
ومن هذه «الحقائق» هاجم مادايان «الذين يحاولون إبعاد تهمة التخطيط لاغتيال الحريري وتنفيذه عن جماعة بن لادن والإسلام الوهابي السعودي»، مشيراً إلى أن «المماطلة في التحقيق تشير، ربما، إلى ارتياب النظام السعودي من قيام إسلامي سعودي عضو في القاعدة باغتيال الحريري الذي يحمل الجنسية السعودية»، وقال إن المملكة كانت أول من أعلنت رفضها إنشاء محكمة دولية «خشية أن تنكشف حقيقة الاغتيال، وهي أن الصراع بين طرفي النظام الوهابي في السعودية لا ينتج فقط تشدداً إسلامياً وإرهابياً داخل المملكة وفي العالم، بل سيطال الإرهاب كل من يخرج من لدن السعودية، والرئيس الحريري كان في هذا السياق تعبيراً عن السياسة السعودية في لبنان»، مضيفاً أن «جزءاً مهماً من العائلة المالكة في السعودية (8000 أمير) وكبار المسؤولين والمتمولين السعوديين يدعمون بن لادن، وبعض هؤلاء كانوا فاعلين في القصر الملكي ولم يكونوا على علاقة ود بالرئيس الحريري».
وحذر مادايان من «أن يكون هدف السعودية إلباس الجريمة بسوريا لإبعاد شبح المسؤولية عنها ومقولة أن نظامها الوهابي ينتج إرهاباً». قبل أن يختم مؤتمره الصحافي بالأسف «لتزوير هوية رفيق الحريري السياسية والتاريخية»، وبالطلب من السيدة نازك الحريري «التدخل لوضع حد لهذا الصراع السوري ـــــ اللبناني والسني ـــــ الشيعي واللبناني ـــــ اللبناني».
(الأخبار)