القاهرة ـ خالد محمود رمضان
لا يمكن، بسهولة، اكتشاف سر هذا «الولع» المصري المفاجئ بلبنان، على رغم أن اسم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة من الأسماء التي يرددها الإعلام المصري، بكل اتجاهاته تقريباً، بشكل يومي، مهاتفاً الرئيس حسني مبارك، أو منتظراً على الخط لمكالمته.
ولا يتذكر كثير من المصريين واللبنانيين أن الاتفاق بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والولايات المتحدة على اختيار اللواء فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية كان مفتاح الحل بعد ثورة 1958 على حكم الرئيس كميل شمعون. لكن هل يمكن مصر، التي باتت على الضفة الأخرى مقارنة بالموقع الذي كانت فيه آنذاك، أن تعيد الكرّة، وهي المنكفئة على إيجاد حل لمشكلاتها الداخلية المعقدة؟ فمنذ زمن لم يعد في القاهرة من هو معني بمن يعتلي عرش لبنان، وخصوصاً بعدما حصلت سوريا، لفترة طويلة، على تفويض مصري وعربي بإدارة التركة اللبنانية.
مصادر رسمية تؤكد أن التحرك المصري لإمرار الاستحقاق الرئاسي اللبناني يعكس «هلعاً مصرياً حقيقياً من المخاطر التي ينطوي عليها بقاء لبنان من دون رئيس متفق عليه».
وقد أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية سلمان عواد أن زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حققت أهدافها، وأبرزت وجود قدر كبير من الاهتمام بتفعيل مصر لدورها على الساحة اللبنانية وسعيها إلى الحؤول دون وقوع لبنان في الفوضى والتحول ساحة لتصفية الحسابات الدولية أو الإقليمية.
والرؤية المصرية، وفقاً لعواد، كانت «قاطعة بضرورة رفع الأيدي عن لبنان وترك الفرصة للبنانيين للتفاهم، ليس فقط على الاستحقاق الرئاسي وشخص الرئيس الجديد، بل كذلك على المسائل المهمة التي تنتظر مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس باعتبار أن الحوار من الآن في تلك الأمور، والاتفاق عليها، يسهل مهمة الرئيس الجديد ويجعل من انتخابه بداية لمرحلة جديدة».
ما جرى عام 1958، إذاً، تعاد كرّته اليوم، لكن ثمة فوارق رئيسية. فعبد الناصر بمده القومي والعربي مات، فيما وقف مبارك العام الماضي يتفرج على الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، متعللاً بعدم إمكان الدخول في «مغامرات
طائشة».