رأى السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة أن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي، لا تتدخل بلاده فيه، معرباً عن ثقته الكبيرة بأن هذا الاستحقاق سيمر بسلام وسيتم اختيار رئيس للجمهورية.وكان خوجة قد عاود تحركه لدى القيادات اللبنانية، فزار على التوالي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وبعد اللقاء مع خوجة الذي انضم إليه وزير الإعلام غازي العريضي، قال السنيورة: «نحن نسعى من أجل أن يتم الاستحقاق الدستوري في موعده واحتراماً للدستور ومن دون أي تدخلات»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك إمكانية دستورية لتأليف حكومة ثانية لا يمكن القبول بها لبنانياً ولا عربياً ولا دولياً، وأهم شيء هو أن اللبنانيين لا يريدون الخوض في مغامرات غير دستورية». وقال: «أمامنا أيام حاسمة وهامة، وعلينا أن نشجع بعضنا على استعمال كل العبارات التي تسهم في التقريب والتوصل إلى اتفاق».
وبعدما أكد أن الحكومة تلتزم احترام الدستور، سئل: هل هذا يعني أنك ضد التعديل؟ أجاب: «لم أقل ذلك، بل قلت احترام الدستور».
وأوضح أن الرسالة التي أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تتعلق بتنفيذ القرار 1701 والخطوات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن وما هو اتجاهها في هذا الصدد، موضحاً أن هذا «أمر داخلي بين الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية وسفيرنا في الأمم المتحدة، فأرسلت إليه ما يسمىposition paper. أما بالنسبة إلى المرفقات فهي مجموعة الاختراقات التي قامت بها إسرائيل للقرار 1701 وللحدود اللبنانية».
ورداً على سؤال، أعلن أن وزارة الداخلية باشرت إعداد مرسوم الانتخابات الفرعية في دائرة بعبدا ـــــ عاليه، وسيرسل إلى رئيس الجمهورية لإقراره، وإذا لم يوقعه يعود الأمر إلى مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن إجراء الانتخابات يتطلب فترة زمنية للإعداد لها.
وإذا ما كان يتوقع أن تحصل الانتخابات في عهد حكومته قال: «هذه الحكومة يجب أن تنتهي ولايتها، إن شاء الله في 23 تشرين الثاني».
بدوره أكد خوجة أن المملكة تكن للبنان مشاعر صادقة «وهي لن تتوانى لحظة واحدة في دعمها للبنان ولشعبه ولكل ما يتعلق باستقراره». وأشار إلى أن الحملات التي تعرضت لها السعودية ليس لها أي حساب عنده، مشيراً إلى أن له «اتصالاً مباشراً بكل الفاعليات السياسية من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وكل الفاعليات الوزارية الأخرى الموجودة في الموالاة وفي المعارضة، عندي اتصال بوليد بك جنبلاط وهو زعيم كبير للطائفة الدرزية، ولي علاقة طيبة أيضاً بالسيد طلال أرسلان، وهو يمثل أيضاً جانباً آخر من الزعامة الدرزية، كما لي علاقة طيبة أيضاً بالمعارضين، سواء بالنسبة إلى «حزب الله» أو غيره أو لدولة الرئيس نبيه بري وللجنرال ميشال عون، وأنا على اتفاق ومسافة واحدة معهم، وهناك احترام دائم للمملكة ولقيادتها ولرموزها». ولفت إلى أنه عندما يسأل الجميع من الطرفين الموالاة والمعارضة، يتبرأون من هذه الأصوات.
ورداً على سؤال قال إن «الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني داخلي، ونحن لا نتدخل في شؤون أي دولة»، مضيفاً: «لا أعرف كيف نساعد، لكننا نتمنى فعلاً، ونحن على ثقة كبيرة بالفاعليات السياسية في لبنان وبأن هذا الاستحقاق سيمر بسلام وسيتم اختيار رئيس للجمهورية»، مؤكداً أن السعودية ستدعم أي اتفاق بين اللبنانيين.
وبعد زيارته عين التينة وصف خوجة اللقاء مع بري بأنه «كان مفيداً للغاية، وقد عرضنا خلاله ما جرى في الأيام الماضية واللقاءات التي جرت أيضاً بينه وبين النائب سعد الحريري ورؤيته بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي، ووجدت عند دولته تفاؤلاً كبيراً جداً بأن الاستحقاق سيتم في موعده وسيكون هناك من دون شك رئيس للبنان وتوافق من الجميع على هذا الأمر».
وأوضح أن زيارته هي «للتعبير عن موقف للمملكة العربية السعودية من جميع الفاعليات السياسية هنا»، مكرراً أن المملكة «على مسافة واحدة من الجميع وتتمنى أن يتم الاستحقاق الرئاسي في موعده».
وعما إذا كانت هناك وساطة بين سوريا والمملكة، أكد خوجة أن علاقة بلاده بجميع الدول العربية طبيعية جداً.
(الأخبار، وطنية)