strong> فاتن الحاج
رجّحت القوى الطلّابية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) خيار المعركة بعد فشل اللقاءات بين الأطراف في تقديم التنازلات لإنجاح «التوافق». فقد حَالَ إصرار كل طرف على حجمه التمثيلي وقوة قاعدته الانتخابية دون الوصول إلى صيغة مشتركة بين قوى المعارضة والموالاة. وكانت حركة أمل قدّمت مبادرة استجابت لها القوى الأخرى ما عدا الحزب الشيوعي وحركة الشعب اللذين قاطعا الاجتماعات «التوافقية». لكنّ الطرفين اختلفا على «محاصصة» المجلس الطلّابي، فقوى المعارضة اشترطت تقسيم المقاعد الـ12 مناصفة (6 مقاعد للمعارضة و6 مقاعد لقوى 14 آذار)، فيما تمسكت قوى 14 آذار بصيغة 8 مقاعد لـ «14 آذار» مقابل 4 مقاعد للمعارضة. ثم عادت المعارضة واقترحت صيغة 4 مقاعد للمعارضة و4 مقاعد لـ«14 آذار» و4 مقاعد للنوادي العربية والمستقلين. لكنّ هذه رفضت من النوادي وقوى 14 آذار على حد سواء.
وأعلن مسؤول حزب الله في الجامعة مهدي برجاوي فشل المبادرة التوافقية «لأننا نتعاطى مع مجموعة استئثارية تتعامل بفوقية مفرطة، وكأننا طلاب من الدرجة الثانية»، مشيراً إلى أنّ الطرف الآخر أكد رفضه لأي صيغة خارج 8/4. ونفى برجاوي أن تكون الظروف بعد انتصار تموز والالتفاف على المقاومة هي نفسها الظروف التي رافقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث لم يكن هناك آنذاك تحالف مع التيار الوطني الحر، و«بالتالي فإنّ الحجم التمثيلي لقوتنا الانتخابية تغير بشكل كبير، والدليل أننا جمعنا أكثر من 400 شخص من قواعدنا قبيل اللقاء التوافقي
الأخير».
وتساءل برجاوي عن سبب تأخر مسؤول منظمة الشباب التقدمي سماح ريدان عن اللقاء الأخير أول من أمس، فأوضح ريدان أنّه كان مرتبطاً باجتماع مع الإدارة، لكنّ ممثلين آخرين عن الحزب الاشتراكي حضروا اللقاء منذ البداية.
ولفت ريدان إلى «أنّنا طرحنا 4/4/4 في الاجتماع ما قبل الأخير، بحضور ممثلي النوادي فرفضوه، متسائلاً كيف يمكن أن نطرحه في الجلسة الأخيرة بغيابهم». ووصف ريدان ما حصل بالمسرحية الكوميدية لفرط التوافق الذي قبلنا به بروح رياضية وتبنيناه حتى اللحظة الأخيرة.
وتحدث ريدان عن حشد طلابي سبق الاجتماع لعرض العضلات ومطالبة المناصرين بالاقتراع منذ الثامنة صباحاً، مجدداً التأكيد «أننا سنذهب إلى معركة ديموقراطية
حضارية». من جهته، أكد عضو النادي الثقافي الفلسطيني حسين مرعي «أننا لا نريد مقاعد في المجلس الطلابي لأننا على مسافة واحدة من كل الأطراف، وكنا نسعى إلى التصويت للائحة التوافقية، بعيداً عن اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية». كذلك أوضح رئيس النادي الأردني «أننا طرف محايد ولا نرغب في التدخل لأنّ الجميع أخوتنا، فلا نريد أن نحسب على أي
طرف». أما الحزب الشيوعي فأصدر بياناً جاء فيه: «انطلاقاً من تقاطعنا مع قوى المعارضة على قضايا سياسية معينة، وانطلاقاً من التفاهمات التي تجمعنا مع القوى المنضوية في لواء المعارضة، فإنّ خيار الحزب الشيوعي سيكون خياراً وطنياً علمانياً مستقلاً لأنّه يمثل المعارضة الجذرية للنظام السياسي».
يذكر أنّ الانتخابات أرجئت إلى ما بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، بعدما كانت قد حُددت في 16 تشرين الثاني المقبل