ليال حداد
«ماذا تريد أن تغيّر في الجامعة؟» قد يبدو السؤال سخيفاً أو مستحيلاً لعددٍ من الطلاب، لكنّ «نادي النشاط الطلابي» حوّله إلى واقع في الجامعة الأميركية

قاد «القرف من السياسة» مجموعة طلابية في الجامعة الأميركية في بيروت إلى تأسيس نادٍ يعمل على موضوعات تهمّ الطلاب بعيداً عن السياسة وخلافاتها. ويتركّز النشاط على الانتخابات الطلابية كمرحلة أولى، بحيث يشير رئيس النادي أحمد النقيب إلى «أننا سندعم طلاباً مستقلّين في الانتخابات». ويرى أنّ الهيئات الطلابية المتعاقبة لم تحقق ما وعدت به في برامجها، لأنّ انتخاباتها غالباً ما تجري على أساس سياسي. وما يهم الأحزاب المتنافسة، بحسب النقيب، هو رؤية أسمائها على صفحات الجرائد في اليوم التالي. يوافق بعض طلاب الجامعة على هذه الأفكار، فتبتسم ساريا معلوف حين تسمع بالنادي الجديد: «وأخيراً صار عنّا نادي مش سياسي».
ما هو دور باقي النوادي إذاً؟ يُجمِع معظم الطلاب على أنّ النوادي غطاء طلابي واجتماعي للأحزاب السياسية.
انطلاقاً من هذا الواقع قرّر مؤسِّسو «نادي النشاط الطلابي» أن ينشئوا ما يشبه حكومة الظلّ لمتابعة نشاط الأندية والهيئة ومحاسبتها عند نهاية العام، في حال تقصيرها. «سنقوم بحملات توعية ومحاضرات لتشجيع الطلاب على نبذ التبعية العمياء للزعماء السياسيين» يشرح النقيب.
إلا أن نشاط النادي لا يبتعد فقط عن الحدود السياسية، فـ«محاربة التمييز الطائفي» و«العمل لتفعيل دور الطلاب في المجتمع» أمور أساسية بالنسبة إلى نائبة الرئيس أولغا شماس. «نحن لدينا رأي سياسي ولدينا حق بالعمل السياسي لكن خارج الحرم الجامعي. فالسياسة لم تجلب إلا الخلافات». ولتثبيت وجهة نظرها تستعين شّماس بالأرقام «هناك أكثر من ثلاثمئة ألف دولار في خزينة الجامعة مخصصة للنشاطات الطلابية، لا نستفيد منها، فيما ترتفع الأقساط وأسعار الكافيتريا»، متسائلة عما «فعلته الهيئات الطلابية لتحل هذه المشاكل؟» لا تنتظر شماس جواباً من أحد عن سؤالها إذ يأتي جوابها تلقائياً «لاشيء، حان الوقت لنتحرك». تنهي حديثها منهكةً من حماستها، التي تجذب ثلاثة طلاب كانوا يمرون في هذه الأثناء إلى جانب الطاولة التي وضعت عليها استمارات الانتساب، يستوقفهم المشهد، فيقرأون الوثيقة التعريفية. يتناقشون فيها، يأخذون الاستمارات لملئها ويغادرون.
تحتوي استمارة الانتساب على ثلاثة أسئلة «ماذا تريد أن تغير في كليّتك؟ ماذا تريد أن تغيّر في الجامعة ككلّ؟ ومن ترشح لانتخابات الهيئة الطالبية؟».
يختلف رأي طلاب الجامعة في إمكان نجاح النادي، فيقول محمد حلبي إنّ النادي الجديد يعمل على أساس مثاليات لا مكان لها في ظل الانقسام السياسي في لبنان. فيما تتمنى مروى الأيوبي أن يتمكّن النادي من تحقيق أهدافه «يعني أكتر من هيك قرف بالجامعة ما بقى في، صار بدنا شي ما خصو بالسياسة».
«الزواج المدني حق مدني لا تنتهكوه»، «حرية التعبير والتصرّف دون قيود»، «محاربة الفساد». شعارات عدة رفعها نادي النشاطات الطلابية، يأمل أعضاؤه أن يحققوا «ما تيسر منها» فالتغيير كما يردّدون يجب أن يبدأ من مكانٍ ما.