«يجب إطلاق الضباط الأربعة إذا لم يثبت عليهم شيء»
كرّر البطريرك الماروني نصر الله صفير أن الدستور ينص على أن الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس لا تنعقد إلا إذا توافر ثلثا النواب، واصفاً مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنها «حسنة ولا سيما مع سقوط مطلب تأليف حكومة جديدة» واستهجن بقاء الضباط الأربعة في السجن طوال سنتين على ذمة التحقيق، مشدّداً على وجوب إطلاق سراحهم «إذا لم يثبت عليهم شيء».
غادر صفير بيروت، أمس، إلى روما على رأس وفد كنسي للمشاركة في المؤتمر العام لمرشدية السجون في الفاتيكان من 5 إلى 11 الحالي. وسيلتقي البابا بنديكتوس السادس عشر، إضافةً الى لقاءات أخرى على هامش المؤتمر وكان في وداعه في المطار الوزير السابق وديع الخازن، ممثلاً رئيس الجمهورية إميل لحود.
وخلال حوار مع الصحافيين في مطار الرئيس رفيق الحريري قبيل مغادرته بيروت هنّأ صفير الجيش بالإنجاز الذي حقّقه في مخيم نهر البارد وقال: «هذه هي ربما المرة الأولى في زمننا لم ينقسم الجيش، وظل متماسكاً لأن القضية وطنية، وهناك ظروف قضت بأن يكون الجيش دائماً متماسكاً، وهذا ما حقق له النجاح»، معتبراً أن «كل انتصار يستثمر في موضعه المحدد ويجب أن يعود الناس بعضهم إلى بعض وأن تتدبر الأمور بحيث إن البلد يسير على نمط معين».
ورداً على سؤال، أشار صفير إلى أن «هناك مرشحين كثراً لرئاسة الجمهورية وليس لي أنا أن أنتخب»، موضحاً أنه كان دائماً مع عدم تعديل الدستور إلّا إذا كان هذا التعديل ينقذ لبنان.
ولفت الى أن الاتصالات قائمة بينه وبين الرئيس بري، واصفاً مبادرة الأخير بأنها «حسنة ولاسيما أنه كانت هناك مطالبة بحكومة جديدة وقد سقط هذا المطلب، ونحن نقول إن المدة الباقية لا تكفي لكي تكون هناك حكومة جديدة، لذلك فإن الاهتمام يجب أن ينصبّ على انتخاب رئيس جديد، وبعد ذلك تكون حكومة ويكون ما يجب أن يكون».
وأكد أن الدستور ينص على أن الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس لا تُعقد إلا إذا توافر ثلثا النواب «لذلك قلت ما يقوله الدستور، وبعد ذلك يمكن أن ينتخب الرئيس بالنصف زائداً واحداً»، مشدّداً على وجوب اكتمال النصاب وقال: «إذا كان النواب عندهم وطنية صحيحة فيجب أن يتدبروا الأمر بذاتهم (...) وأن يتغلب عندهم حب الوطن على ما سوى ذلك من اعتبارات».
وأوضح أن «الكرسي الرسولي لا شأن له بالأسماء، بل هو ينصحنا وينصح جميع اللبنانيين وجميع الناس الذين لهم علاقة به أن يغلّبوا العقل على النزوات»، نافياً أن يكون لديه اسم الرئيس أو أن يكون هو الناخب الأول.
سئل: الكل يقول إنه وراء البطريرك صفير؟ أجاب: «طبعاً يقولون هذا القول وأشكر من يقوله ولكن هل الحقيقة هي ذلك؟»
سئل: وهل أنتم ترضون بإنقاذ لبنان في هذه المرحلة إذا طرح اسمكم للخروج من هذه الأزمة؟، أجاب: «أنا أعرف ما هي مهمتي ورسالتي وأحاول أن أقوم بها على قدر الإمكان أما أن أحمل بطيختين بيد واحدة فهذا غير ممكن».
ورداً على سؤال أعلن صفير أن «لا نية عندي اليوم لأزور واشنطن بل نحن ذاهبون لزيارة روما وهذا كاف». وأشار الى أنه قد يلتقي النائب سعد الحريري في روما، مؤكداً أنه ليس هناك موعد
محدد.
وعن تناوله مسألة الضباط الأربعة في عظته الأخيرة أوضح أن: «الأمر أبسط مما يتصور بعضهم، إذ جاء وهذا ما قلناه أيضاً، محامو الضباط الأربعة، وقالوا لنا إنهم موقوفون منذ ما يقارب سنتين لا يبرّأون ولا يُحكمون ولا يُطلق سراحهم. قلنا إن العدالة، إذا كان هناك عدالة فيجب أن تنظر في أمرهم، أما أن يبقوا طوال سنتين على ذمة التحقيق فهذا أمر مستهجن في الأساس»، مشدداً على أنه «إذا لم يثبت عليهم شيء يطلق سراحهم وإذا ثبت فليبقوا».
(وطنية)