كثرت في الآونة الأخيرة شركات تأجير السيارات السياحية، وكثر معها الحديث عن عمليات احتيالية هدفت الى سرقة السيارات المستأجرة، وقد نجح العديد منها بوسائل مختلفة وطرق أخرى مبتكرة.فادي س.، أحد «المحتالين» الذين استطاعوا سرقة سيارة من النوع الحديث والمرغوب، لكن سرعان ما استطاعت القوى الأمنية فضح أمر تورطه بجرم سرقة السيارة بعدما حاول الادّعاء بأن أربعة مجهولين سلبوه السيارة بقوة السلاح. فكيف تبلورت عملية السرقة وكيف جرت؟
خلال التوسّع بالتحقيق مع فادي، أفاد أنه أثناء زيارته الى بلدة بريتال البقاعية للاستحصال على مادة حشيشة الكيف التي يتعاطاها من ماهر ط.، تعرّف الى أمجد ط. وأخبره بأنه يعمل في ميدان تأجير السيارات السياحية. عندها طرح أمجد خطة لسرقة إحدى السيارات المستأجرة بمشاركة ومساعدة فادي، اذ جاء في تفاصيلها أن يقوم الأخير باستئجار سيارة غالية الثمن مقابل مبلغ مالي اتفقا عليه، وعند تسلّمها من شركة التأجير، يقوم فادي بتسليمها الى أمجد ثم يتذرع فادي بأنها سُرقت منه. بعدما وافق هذا الأخير على ما تقدّم، عاد إلى بيروت واتصل بالمدعي رجب ح.، الذي يقطن في محيطه، لكونه يعمل وسيطاً لدى عدد من شركات تأجير السيارات ويؤمّن لها الزبائن مقابل عمولة معيّنة متفق عليها مسبقاً، وبحيث تنظّم عقود الإيجار باسم المدعي.
خلال الاتصال، طلب فادي من «ابن المنطقة» استئجار سيارة بعدما أوهمه أنه ينوي استعمالها في حفل زفاف، واتفقا على الموضوع. وعلى الأثر، ذهب الاثنان إلى شركة لتأجير السيارات في محلة الزلقا وتسلّما سيارة من نوع رانج ب. أم. ـــــ اكس فايف، بعدما نُظّم عقد الإيجار باسم رجب بسبب عدم حيازة فادي إجازة سوق.
انتهى الجزء «أ» وبدأ الجزء «ب»، حيث حـتّمت هذه الأخيرة تسليم السيارة الى أمجد. وفي تاريخ محدّد مسبّقاً، توجّه فادي بالسيارة إلى محلة الجناح قرب السفارة الكويتية حيث التقى أمجد وسلّمه السيارة، فتوجه بها الأخير إلى البقاع وأخفاها، فيما كانت مهمة فادي أن يتوجه إلى مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية للادعاء بأن أربعة مجهولين سلبوه السيارة بقوة السلاح. وبينما كانت الأحداث تجري وفق المخطط، أظهر التوسع بالتحقيقات تورط فادي باختفاء السيارة ما دفع رجب وشركة التأجير الى تقديم دعوى بحقه، بعدما اعترف باتفاقه مع أمجد.
وعليه، أصدرت محكمة جنايات جبل لبنان حكماً غيابياً بحق ماهر ط. قضى بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة له وبغرامة قدرها 25 مليون ليرة لبنانية. كما دينَ فادي س. وجاهياً، وقضى حكمه بالسجن ستة أشهر وتغريمه مليوني ليرة. أما أمجد ط.، فقضى حكمه الغيابي بالسجن خمسة أشهر وبتغريمه خمسين ألف ليرة.
(الأخبار)